دعوة » مواقف

الدعوات الإخوانية تحت غطاء الدين!

في 2018/08/18

عبدالرحمن الشلاش- الجزيرة السعودية-

بدأت الدعوة إلى الدين الإسلامي حين بعث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال تعالى {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. كانت الدعوة في زمنه ومن بعده صحابته وفق هذا المنهج العظيم. دعوة إلى اعتناق الدين والوصول بالمسلمين للمجتمع المثالي.

كانت الدعوة الإسلامية لعبادة الله وحده دون سواه. لم تكن الدعوة لتقديس البشر فلا رهبانية في الدين، ولا تفاضل بين البشر إلا بالتقوى قال تعالى { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ }, ولا تمايز بين الناس أجمعين إلا بالعمل الصالح. بهذا المنهج بنى المسلمون دولة عظيمة، وهذه الدولة انقسمت إلى دول إسلامية كثيرة بعد أفول شمس الدولة العباسية، ومع هذا استمر صفوة من المسلمين في مسار الدعوة إلى الله على ضوء الآية الكريمة «أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن.. « فالحكمة وضع الشيء في محله، واللين في وقته، والتواضع في مكانه، والتضحية في وقتها، ومن يدعو منهم للفضيلة من الدعاة الحقيقيين يكون فاضلاً في نفسه وسلوكه، فالداعية الحقيقي يتميز بأنه لا يخالف المدعوين إلى ما ينهاهم عنه. ينزه نفسه من أطماع الدنيا ومتاعها الزائل، همه في الحياة الدعوة إلى الدين، فأهل الدعوة إلى الله على بصيرة لا يدعون إلى أيديولوجيات خائبة أو إلى أحزاب منحرفة، أو لتقديس شخصيات وكأنهم كهنة أو رهبان لا يصح اتباع الدين إلا بتقديسهم والتبرك بهم وأخذ فتاواهم وكلامهم وكأنه وحي منزل.

جاء في عصرنا الحاضر من حرف الدعوة عن مسارها من الدعوة إلى الله إلا من رحم الله إلى الدعوة للحزب تحت غطاء الدين فيما تسمى بجماعات وأحزاب الإسلام السياسي مثل جماعة الأخوان المسلمين، فمظاهر الشعارات الخارجية توهم الجماهير بأن هذه الجماعة الحزبية دينية بحتة بينما أيديولوجياتها الواضحة والخفية هي المحرك الحقيقي، فهي في نهاية الأمر تلهث وراء السلطة ولا شيء آخر غيرها. تسخر كل جهودها لخدمة أهدافها السلطوية تحت ستار وغطاء الدين. تعقد ندوات ومحاضرات ظاهرها الدعوة بينما يطلب الولاء في النهاية للحزب والمرشد والشيوخ حيث أضفت عليهم أثواب القداسة. اعتمدت في كثير من أفعالها على الأرض على العنف فأفرزت كثيراً من جماعات العنف والإرهاب ونشرت الأتباع في كثير من الدول تحت غطاء الدعوة إلى الله، ووضعت بذوراً سيئة في المجتمعات الإسلامية حيث صنعت الأتباع الذين يقبلون أي شيء من تلك الجماعة دون نقاش ، لذلك لا غرابة أن يسقط كثير من رموز الأخوان في أيدي الحكومات المدنية التي ينالها شرهم العظيم، ومخططاتهم لإثارة الشعوب ضد حكوماتهم كما حدث في مصر وتونس وغيرها من الدول!