الشرق القطرية-
لازالت تداعيات أزمة خاشقجي متصاعدة واللافت في الأمر أن علماء ودعاة السعودية اصطفوا في طابور المطبلين في هذه الأزمة حتى وصل الأمر ببعضهم لتشبيه محمد بن سلمان بالنبي عليه الصلاة والسلام خلال إحدى لقاءاته التي انبرى فيها للدفاع عن بن سلمان وتبرئته من قتل خاشقجي،وهذا امام الحرم الشيخ السديس ايضا يحول منبر الحرم إلى منصة للدفاع عن بن سلمان في خطب الجمعة والذي يراه الشاب الملهم ويرى أن مايحدث هجوم على السعودية دون أن يتعرض لمسألة قتل النفس والتي اعترفت السعودية بأنها تمت عمدا وبالتخطيط مسبقا.
ويبدو أن محاولة الداعية السعودي محمد العريفي هو الأخر النأي بنفسه عما يدور لبلاده في الوقت الراهن جاءت عكسية فحين تجاهل العريفي الحدث وذهب يغرد في شؤون أخرى بعيدة عن قضية بلاده كتب تغريدة نظم فيها أبيات شعرية طالبا من المغردين أن يكملوها بأبيات أخرى على نفس الوزن والقافية جاءه الرد صادم من أحد المغردين ليعيده إلى أزمة بلاده المتصاعدة الآن .
ودون “العريفي” في تغريدته: “تراني مقبلاً فتصدّ عني! كأن الله لم يخلق سواكَ. سيغنيني الذي أغناك عني فلا فقري يدوم ولا غناكَ.. من يكملها ببيتين مثلها وزنا وقافية؟”.
وتفاعل الجمهور مع العريفي بمجاراته بأبيات على نفس الوزن والقافية، إلا أن أحد المغردين، ويدعى عمر المطيري، رد على العريفي بكلمات قوية ومعبرة، ألمح فيها إلى قضية مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي.
وقال المطيري مجاريا العريفي: “ومنشارٌ بيدك تريد قتلي.. وتخفي جثتي تبت يداكَ.. وتخرج باكيا تنعي اغتيالي.. وأنت الخبث يسري في دماكَ”.
وبعد أن أثارت أبيات المطيري ردود فعل واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما أنها جاءت على قافية العريفي ذاتها، وتطرقت إلى قصة خاشقجي دون ذكره ، عاد العريفي ليحذفها ويقوم بحظر المغرد عمر المطيري .
وقد شن المغردون هجوما واسعا على العريفي بعد حذفه التغريدة وتداولوا صور لها قبل حذفها معتبرين أن حذفها يعد إصرارا من العريفي على السكوت عن قول الحق وأنه يفضل الصمت خوفا من البطش به في هذا الوقت حاله حال المسؤولين السعوديين الذين يستميتون دفاعا عن النظام السعودي لتبرئته من قتل خاشقجي وكتب المغرد شقران :
" 1-كتب العريفي بيتين شعر وطلب من متابعيه أن يجاروه ببيتين مثلهما وزناً وقافية..
2-فكتب عمر المطيري بيتين من باب المجاراة: "ومنشار بيدك تريد قتلي"
3-العريفي أعطى صاحب البيتين بلوك وقام العريفي ومسح تغريدته..وما عاد يبي مجاراة ولا عاد يبي شوفكم ".
وكان جمال خاشقجي دخل قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 أكتوبر الجاري بناءً على اتصال هاتفي من القنصلية لإنهاء بعض المعاملات الإدارية المتعلقة بإتمام زواجه من الباحثة التركية خديجة جنكيز، إلا أنه لم يظهر بعدها بعد أن تم اختطافه وقتله وتقطيع جثته بواسطة فريق مكون 15 سعودياً بينهم مقربون من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بحسب ما كشفته البيانات الخاصة بهم والتي كشفتها السلطات التركية ووسائل الإعلام التركية.
واعترفت السعودية بقتل خاشقجي بعد 18 يوماً من إنكارها معرفة مكانه زاعمة أنه غادر قنصليتها في إسطنبول حياً، كما جاء على لسان ولي العهد السعودي وغيره من المسؤولين، إلا أنها، وتحت الضغوط الدولية وقوة الأدلة التركية، أقرت بالجريمة ولكن برواية اعتبرها الكثير "مسرحية هزلية" ومازالت ترفض الكشف عن مكان الجثة أو ما بقي منها، المرجح إذابتها بالأسيد.
وقالت الرياض في 20 أكتوبر الماضي إن خاشقجي توفي نتيجة "شجار واشتباك بالأيدي" وأنه تم توقيف 18 شخصاً، جميعهم من الجنسية السعودية، وأنها ستحاسب المتورطين.
وفي 2 نوفمبر الجاري أكد أردوغان في مقال بالواشنطن بوست أن الأمر بقتل خاشقجي صدر من أعلى المستويات في الحكومة السعودية، مضيفاً، لا أعتقد على الإطلاق أن يكون صادراً عن الملك سلمان.