عبدالمنعم ابراهيم- أخبار الخليج-

أولاً لنتوقف أمام هذا الخبر كاملاً.. «عقد وزير الحج والعمرة السعودي (محمد صالح بن طاهر بنتن) يوم الثلاثاء اجتماعا مع رئيس منظمة الحج والزيارة الإيراني (علي رضا رشيدان) الذي يزور المملكة حاليًّا، وقد ناقشا خلاله «ترتيبات استضافة الحجاج»، وأن (رشيدان) عبَّر عن شكره للسعودية، وثمَّن حفاوة الاستقبال والترحيب، كما أعرب عن شكره للوزير السعودي (بنتن) على الجهود التي تبذل من أجل تعزيز سبل التواصل بين البلدين فيما يتعلق بشؤون الحجاج الإيرانيين، وأكد الوزير السعودي أن المملكة تبدأ استعدادها مبكرا لموسم الحج، باستقبال الجهات المعنية بشؤون الحجاج في الدول الإسلامية لمناقشة ترتيبات استضافة حجاج هذه الدول، وأن هذه الجهود تستهدف العمل على راحة الحجاج وتسخير كل الإمكانيات المتاحة لهم، والتي أثمرت عن تحقيق نسب رضا عالية لدى الحجيج، بمن فيهم حجاج إيران، حيث تحرص المملكة على أن يؤدي الجميع مناسكهم بيسر وطمأنينة).

لاحظوا من هذا الخبر أن السعودية تحرص على إبعاد مناسك الحج عن السياسة، حتى مع الدول التي لا توجد معها (علاقات دبلوماسية) مثل إيران.. وتختلف معها في قضايا ومناطق نزاع عربية كثيرة، وإيران من جهتها تدرك أنها تختلف مع السعودية في مواضيع كثيرة تتصل بالعراق وسوريا ولبنان واليمن، وتطوير الصواريخ الإيرانية الباليستية والملف النووي الإيراني، لكن كلا الطرفين (السعودية وإيران) حين يتعلق الأمر بالحج والحجيج فإنهما يضعان هذه الخلافات جانبا، ويحرصان على التنسيق المشترك لما فيه مصلحة الحجاج الإيرانيين أثناء أداء مناسكهم الإسلامية بيسر وأمان في السعودية.

وللأسف هذا ما لا يحدث مع النظام القطري الذي يصر كل عام على وضع العراقيل أمام الإخوة الحجاج القطريين حين يرغبون في أداء مناسك الحج كفريضة إسلامية، ويتعمد النظام القطري إفشال كل المساعي السعودية في تذليل العقبات أمام رحلات الحجاج القطريين إلى الأراضي السعودية.

باختصار.. إيران كفت عن (تسييس الحج) بينما قطر لا تزال تقوم بتسييس الحج كل عام. سبحانك يا رب!