متابعات-
انتقد الداعية الكويتي البارز، طارق السويدان، من سمّاهم بـ"جماعة طاعة ولي الأمر ولو جُلد ظهرك وأُخذ مالك"، وذلك في تعليق على المعركة الأخيرة الجارية في العاصمة الليبية طرابلس، التي تسبب بها هجوم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، على حكومة الوفاق المعترف بها دولياً.
جاء ذلك في تغريدة للسويدان على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، حيث قال: "لم نسمع رأي جماعة (طاعة ولي الأمر ولو جلد ظهرك وأُخذ مالك) في خروج حفتر وعصابته على ولي الأمر في ليبيا!!!".
لم نسمع رأي جماعة ( طاعة ولي الأمر ولو جلد ظهرك وأخذ مالك ) في خروج حفتر وعصابته على ولي الأمر في #ليبيا !!!
— د. طارق السويدان (@TareqAlSuwaidan) April 18, 2019
وفي تغريدة منفصلة قال السويدان: "حيا الله تعالى أبطال ليبيا الذين قلبوا الطاولة على حفتر وعصابته والدول العربية والغربية المجرمة التي تدعمه"، في إشارة للتقارير التي تؤكد تلقي حفتر دعماً من السعودية والإمارات ومصر وفرنسا.
حيا الله تعالى أبطال #ليبيا الذين قلبوا الطاولة على #حفتر وعصابته والدول العربية والغربية المجرمة التي تدعمه
— د. طارق السويدان (@TareqAlSuwaidan) April 18, 2019
والحديث الذي يشير له السويدان يرى دعاة السعودية صحته، إذ يقول الداعية السعودي خالد المصلح إنّه ثابت عن النبي "صلى الله عليه وسلم".
وذكر في مقابلة سابقة على قناة اقرأ: "الحديث ليس فيه إشكالية ولا يسوّغ لمن تولى أمر المسلمين أن يضرب ظهور الناس ولا أن يأخذ مالهم، يعني هذا ليس تسويغاً، وإنما في ذلك بيان لما ينبغي أن يتصرف به الإنسان وأن يعمله الإنسان حال وقوع ظلم الوالي عليه".
في حين يرى الشيخ يوسف القرضاوي، في مقابلة سابقة له على قناة الجزيرة، أن "الحديث غير صحيح، وهو غير مُلزم للشعوب، حيث إنّ الوقوف إلى جانب الظالم ضد المظلوم يتنافي مع عشرات الآيات والأحاديث الأخرى التي تطالب بلجم الظالم وإيقاف بغيه، مستدلاً بآيات وأحاديث وآراء فقهية".
يشار إلى أن الحديث ورد في صحيح الإمام مسلم (قسم المتابعات لا الأصول)، عن أبي سلام قال: قال حذيفة بن اليمان قلت: يا رسول الله إنا كنا بشرّ فجاء الله بخير فنحن فيه فهل من وراء هذا الخير شر، قال: نعم، قلت: هل وراء ذلك الشر خير، قال: نعم، قلت: فهل وراء ذلك الخير شر، قال: نعم، قلت: كيف؟ قال: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال: قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك، قال: تسمع وتطيع للأمير وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع.
وتشهد مناطق في طرابلس وما حولها معارك مسلحة، منذ 4 أبريل الجاري؛ على أثر إطلاق حفتر عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة، وسط تنديد دولي واسع، ومخاوف من تبدد آمال التوصل إلى أي حل سياسي للأزمة في ليبيا، وفي ظل استنفار قوات حكومة الوفاق التي تصد الهجوم.
وتعليق السويدان المنتقد لسياسة الرياض لم يكن جديداً؛ حيث تطرق سابقاً لموضوع حصار قطر من قبل السعودية والإمارات والبحرين، قائلاً في تغريدات حينها: "أرفض الحصار.. الحصار على غزة وقطر وكردستان لا يجوز شرعاً ولا عقلاً، وهو أُسلوب سيّئ لحل المشاكل السياسية، حيث يتسبب بأذىً كبير على الشعوب".
وتفرض السعودية والإمارات والبحرين (بالتعاون مع مصر) حصاراً كاملاً على دولة قطر، منذ يونيو 2017، متهمين إياها بدعم الإرهاب، وهو ما تنفيه الأخيرة بشدة.