وكالات-
قالت السعودية إنها ستسمح لبعض الأنشطة التجارية بالبقاء مفتوحة على مدار 24 ساعة في اليوم، وهو الإعلان الذي أثار حيرة حول ما إذا كان سينهي القواعد التي تتطلب من المتاجر الإغلاق عند أوقات الصلوات الخمس المقررة في الإسلام.
وسمح قرار لمجلس الوزراء السعودي، الثلاثاء، للمحلات والمطاعم بالعمل طوال اليوم في مقابل دفع رسوم، وفقًا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية، حيث قالت إن وزارة الشؤون البلدية والقروية ستحدد الرسوم، وكذلك الأنشطة التجارية التي سيشملها القرار.
وقال "مازن السديري"، رئيس الأبحاث في شركة الراجحي المالية في الرياض: "هذه أخبار إيجابية أتوقع أن تزيد الاستهلاك وتخلق فرص العمل. ستكون مطاعم الوجبات السريعة والمقاهي ودور السينما هي المستفيد الرئيسي".
حيرة حول أوقات الصلاة
كان قرار السماح بممارسة النشاط التجاري طوال اليوم موضع ترحيب من قبل الكثيرين في مجتمع يميل لأن يكون ليليا على الرغم من إغلاق الأنشطة التجارية حاليًا قبل منتصف الليل، ولكن كان هناك حيرة حول ما إذا كانت المملكة الإسلامية المحافظة سوف تنهي ممارستها المتمثلة في إجبار المتاجر على الإغلاق أثناء الصلاة.
ونشرت قناة "العربية" المملوكة للسعودية في البداية تغريدة تقول إن المتاجر سيتم السماح لها الآن بالبقاء مفتوحة أثناء الصلوات، لكن تم حذف ذلك لاحقًا ونفى مسؤول هذا الأمر في مقابلة مع نفس الشبكة.
وقال "خالد الدغيثر"، وهو وكيل في وزارة الشؤون البلدية، إن قرار مجلس الوزراء "لا يشمل القيام بأنشطة تجارية أثناء الصلوات ولا يمس أي قرار سابق يتعلق بأوقات الصلاة".
وبعد الضغط عليه مرارًا وتكرارًا من المقدم التلفزيوني حول ما إذا كان المتجر الذي سيفتح خلال الصلوات ينتهك القانون، لم يؤكد "الدغيثر" شيئا بخصوص الأمر.
وكانت وثيقة حكومية في العام الماضي قد دعت إلى وضع حد لإغلاق الصلاة الإلزامي، على الرغم من أن التوصية قد دُفنت في الصفحة 156 من الوثيقة وتمت إزالتها في إصدار لاحق. وخلال العام الماضي، خففت العديد من المحلات التجارية والمطاعم في الرياض من نهجها، حيث أبقت أبوابها مفتوحة بهدوء خلال الصلوات أو وجهت عملائها للدخول عبر الأبواب الجانبية.
انتقادات مكبوحة
في العامين الماضيين، رفعت الحكومة الحظر المفروض على قيادة المرأة، وسمحت بفتح دور السينما ورعت حفلات مختلطة بين الجنسين في بلد نادراً ما كانت الموسيقى تُسمع فيه علانية.
لم تمر التغييرات دون جدال، لكن ردة الفعل من جانب المواطنين الأكثر محافظة قد خفت حدتها، بسبب الإذعان لحكام المملكة وأيضًا بسبب مناخ الخوف الذي نما مع قيام الحكومة بفرض القمع السياسي واحتجاز العشرات من المنتقدين المحليين .
لطالما كان الإغلاق وقت الصلاة جزءًا من إيقاع الحياة في السعودية، مع إغلاق المقاهي والمطاعم ومحلات البقالة ومراكز التسوق والصيدليات لمدة 30 دقيقة في كل مرة، وأحيانًا كانت تغلق أبوابها مع وجود العملاء في الداخل. وتتناقض هذه الممارسة مع الدول المجاورة ذات الغالبية المسلمة، والتي يتم فيها إغلاق الأنشطة التجارية لصلاة الجمعة فقط، وفيما عدا ذلك تستمر في ممارسة التجارة كالمعتاد.