متابعات-
"اتقوا الله في هذا البلد".. بهذه الكلمات وجه الداعية السعودي عماد المبيّض، رسالة إلى الملك سلمان بن عبدالعزبز ووليه عهده محمد بن سلمان و ورئيس هيئة الترفيه تركي آل الشيخ، منتقدا "طمس لعقيدة الإسلام، وتبديلها بهويات أخرى مغايرة".
وقال المبيّض، في مقطع فيديو نشره عبر حسابه على "تويتر": "أوجب الله عز وجل على أهل العلم بيان الحق وعدم كتمانه، فقال الله عز وجل (إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَآ أَنزَلْنَا مِنَ ٱلْبَيِّنَٰتِ وَٱلْهُدَىٰ مِنۢ بَعْدِ مَا بَيَّنَّٰهُ لِلنَّاسِ فِى ٱلْكِتَٰبِ ۙ أُوْلَٰٓئِكَ يَلْعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ)".
وأضاف: "إحقاقا للحق، وبيانا للحق، الذي أوجبه الله على أهل العلم، أبعث برسالتي إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز أقول لكم إنني ناصح أمين".
وتابع: "اتقوا الله في أمر هذه البلاد، وأصلحوا ما يحدث فيها من طمس لعقيدة الإسلام، وتبديلها بهويات أخرى مغايرة".
وزاد: "إن هذه البلاد قامت على أساس العقيدة وإقامة دين الله عز وجل وتطبيقه، وإن ما يحدث اليوم هو مخالف لما قامت على أساسه البلاد".
وسبق أن وجه إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح آل طالب، نداء مشابها، تسبب في اعتقاله وإصدار حكم بسجنه العام الماضي، لمدة 10 سنوات.
وقالت منظمات حقوقية إن اعتقال آل طالب جاء بعد إلقائه خطبة عن ضرورة "إنكار المنكر"، عقب تداول مقطع صوتي له هاجم فيه انتشار الحفلات التي تقيمها هيئة الترفيه وما يعتريها من اختلاط بين الرجال والنساء.
ووفقا للتسجيل المتداول، فقد توجه الشيخ آل طالب بصرخة نذير، متسائلا: "يا أيها المسلمون، ما الذي غيركم حتى بتنا نرى التزاحم على أماكن اللهو والطرب؟ ما الذي حل بكم حتى بتنا نرى النساء والفتيات يتراقصن مع الشباب جنبا إلى جنب في منظر والله تقشعر منه الأبدان وترتجف منه القلوب؟ ما الذي دهاكم فقست قلوبكم وجفت مشاعركم وتبدلت أحاسيسكم فبتم ترقصون على جثث قتلى حربكم المدافعين عن دينكم ومقدساتكم وبلادكم؟".
ويأتي اعتقال آل طالب ضمن حملة تشنها السلطات السعودية شملت عشرات الدعاة، جلهم منذ صيف العام 2017، ووجهت إليهم تهما مختلفة، وقضت بسجن بعضهم سنوات طويلة.
وعرفت المملكة لعقود قيودا شديدة بحق المرأة والفن واختلاط الجنسين والحفلات الغنائية، لكن قبل سنوات حدثت تحولات اجتماعية لافتة، عبر خطة رسمية لدعم الترفيه، وتأسيس هيئة له عام 2016، من أبرز أنشطتها إقامة مهرجانات وفعاليات فنية وغنائية يُشترط فيها رسميا "الحفاظ على الذوق العام".
وعام 2018، افتتحت السعودية أول دار سينما بعد حظر استمر لما يزيد على الـ35 سنة، قبل أن تطلق المملكة في العام ذاته ما عُرف باسم "موسم الرياض"، الذي يضم فعاليات غنائية وترفيهية أثارت الجدل كونه تجاوز الكثير من ممنوعات الماضي، وهو انفتاح حظي بإشادات من سعوديين وغربيين وأثار تحفظات على جرأة جزء آخر من الفعاليات.