متابعات-
دعا الداعية الإسلامي السعودي المثير للجدل صالح المغامسي، إلى إقامة مذهب إسلامي جديد، متمنيا أن يكون ذلك على يديه، ما أثار موجة من الجدل والسخرية ضده بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي.
جاء ذلك في مقابلة للمغامسي على قناة "السعودية" (حكومية)، لافتا إلى أن الفقه الإسلامي هو صناعة بشرية.
وأضاف الإمام والخطيب السابق لجامع قباء بالمملكة: "الله عز وجل أنزل هذا القرآن على نبيه، عارضت قريش القرآن، قالت إن هذا القرآن يا محمد منك وليس من الله، الله عز وجل رد عليهم بـ3 طرائق، الطريقة الأولى أن الله عز وجل أخبرهم أن هذا النبي لم يكن يوما من الدهر يكتب أو يقرأ فأنى له أن يأتي بكتاب متكامل مثل هذا؟.. الطريقة الثانية: هم يقولون إن القرآن من محمد عليه الصلاة والسلام أي أنه صناعة بشرية فما دام صناعة بشرية كما تزعمون هاتوا مثله.. الطريقة الثالثة وهي التي تعنينا أن الله عز وجل قال عن القرآن ولو كان (القرآن) من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، معنى الآية أن أي صناعة بشرية أي كتاب بشري لا يمكن أن يكون مكتملا".
وتابع المغامسي قائلا: "لو كان (القرآن) من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا، هذه من عند غير الله يدخل فيها أي أحد من أبي بكر إلى أدنى رجل في الأمة وليس مسلم فيه دناءة، المقصود أي صناعة بشرية قابلة أن تراجع، هم يستكثرون عليك أن تراجع الفقه الإسلامي.. إذا اعترفتم أنهم بشر (أصحاب المذاهب) ما الذي يمنع؟ من قرأ الفقه الإسلامي وتاريخه من مصادره الحقيقية وأعطاه الله وعيا وتجردا لله وحبا للخير للناس، نحن لا نقول إننا أولى الناس أن يأتي بمذهب كثيرون في الأمة أكفاء لهذا الأمر لكن إذا كان فلان تردد وفلان عجر وفلان توارى وفلان خشي هذا شيء يخصه هو".
وزاد: "لابد أن يكون هناك مراجعة للفقه الإسلامي القائم ولابد من قيام مذهب إسلامي جديد لا يعني هدم السابق ولا يعني أن ننتقص أحدا ولا أن نذمه ولا نعيبه ولا أن نقول فيه وفيه، كلهم علماء أجلاء من نعرف ومن لا نعرف.."
وأضاف: "الرجاء الذي أرجوه من الله عز وجل أن يحققه وليعذرني إخوتي العلماء أن ينشئ الله على يدي مذهبا إسلاميا فقهيا جديدا، هذه ما أرجوه من الله وأسعى له وسيقول الكثير من الناس من أنت؟".
وفي سياق متصل، تحدث المغامسي عن إعفائه من إمامة وخطابة مسجد قباء بالمدينة المنورة، في مارس/آذار 2020، بعد دعوته الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى العفو عن المعتقلين.
وقال المغامسي إنه أخطأ بتلك التغريدة، بيد أنه هاجم خليفته، الإمام الحالي سليمان الرحيلي، قائلا إن الأخير استخدم نوعا من "الشماتة" واللمز بحقه في تغريدته، التي أعلن فيها تعيينه إماما لقباء.
وكان الرحيلي وهو محسوب على ما يعرف بـ"التيار الجامي"، كتب عبارة: "حقق مقاصد ولاة الأمر الخيرة، وعلى عنايته بالدعوة التي تصلح ولا تفسد وتجمع الصف"، وهو ما اعتبره المغامسي إشارة له.
وقال المغامسي مخاطبا الرحيلي دون تسميته: "ليس من مروءة العرب أن تشمت في من أدبرت الدنيا عنه".
وقال إن من شمت في إعفائه، هم الإخوان المسلمون، والسروريون، والسلفيون المنتفعون، والمارقون خارج البلاد، في إشارة إلى المعارضين.
وأكد المغامسي أن قرار إعفائه جاء من قبل فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمدينة المنورة، وليس من قبل الديوان الملكي.
ولاقت تصريحات المغامسي موجة من الغضب تارة والسخرية تارة أخرى بين الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط استنكار واسع لحديثه عن الفقه الإسلامي ومحاولة وضع نفسه بين القامات الإسلامية صاحبة المذاهب الفقهية.
في وقت تصيد له ناشطون أخطاء سابقة، وتفسيرات خاطئة للقرآن، ولقاءات وحوارات مع متهمين بالفساد والإفساد في المملكة، متسائلين عن هوية هذا المنهج الفقهي الجديد الذي يوالي ولي الأمر في الخطأ.
في المقابل، أيد البعض مواقف المغامسي، لافتين إلى أنه أهل لذلك سواء منفردا أو عبر فريق عمل كبير، مشددين على ضرورة إنشاء مذهب فقهي جديد يواكب العصر وتطوراته.