المدينة السعودية-
أشاد بعض الدعاة والباحثين بالجهود الكبيرة التي قامت بها المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب، والقضاء على الأفكار الضالة والمتطرفة والمنحرفة، داعين في ذات الوقت إلى وقفة جادة من الجميع لتوحيد الصف والتلاحم، ونشر السلام والتسامح والمحبة والاعتدال والوسطية لتحصين الشباب من الأفكار الضالة والتطرف والغلو، مشيرين إلى أن سياسة المملكة تقوم على السلم والإخاء ولكنها لا تسمح بالعبث باستقرارها وسيادتها وأمنها.
في البداية قال أستاذ الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور هشام بن عبدالملك آل الشيخ: إن المملكة العربية السعودية هي مهبط الوحي وهي مقصد ومهوى أفئدة الناس جميعًا؛ لذلك فالكل ينظر إلى هذه البلاد إحدى نظرتين إما رجل يهوى هذه البلاد ويتمنى لها الخير، وإما رجل حاقد وحاسد يتمنى الشر والفساد لهذه البلاد ولذلك الواجب علينا جميعًا أن نكون يدًا واحدة مع ولاة أمورنا ومع علمائنا لندحض مثل تلك الأفكار الهدامة والأفكار الضالة والمنحرفة التي يهدف من خلالها أعداؤنا إلى الإضرار بوطننا والولوج به إلى الفتن، فنسأل الله أن يحفظ علينا أمننا وديننا وبلادنا، كما أن المملكة من الدول التي تنعم بالأمن والاستقرار وهذا -ولله الحمد- بسبب تطبيقها للشريعة الإسلامية وتحكيمها لكتاب الله عزوجل وسنة رسوله ولذلك هي مستهدفه من أصحاب هذه الأفكار الضالة فهم يسعون إلى زعزعة الصف وخلخلة وحدتنا ولكنهم لن يستطيعوا لأننا متماسكون ومتلاحمون مع ولاة أمورنا فلن يصلوا إلينا بإذن الله.
ومن جانبه يرى المدير العام لشؤون المساجد بمنطقة الرياض الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله السعيد أن دور المملكة في الحرب على الإرهاب دور مهم، حيث قام خادم الحرمين الشريفين بتجسيد معانيه في كلماته التي أشار فيها إلى الجهود التي تقوم المملكة بها في محاربة الإرهاب والفكر الضال والمتطرف، مطالبًا الجميع من سياسيين وعلماء ومفكرين وأدباء ومواطنين بالوقوف صفًا واحدًا ضد الإرهاب والأفكار المتطرفة والمنحرفة والضالة التي تدَّعي التعلق بالإسلام، والإسلام بريء منها، فهم يشوهون الإسلام بتصرفاتهم التي لا تمثل الإسلام في شيء ولا تمت له بصلة ولا يقبلها دين ولا عقل.
وأردف السعيد أن للمملكة جهود كبيرة وجبارة في محاربة الإرهاب بمختلف أنواعه فمن هذه الجهود: السعي الحثيث إلى تحصين المجتمع من الأفكار الضالة والمتطرفة، والجهود الأمنية في مكافحة الإرهاب وملاحقة خلاياه سواء في داخل المملكة أو خارجها، ومن جهودها الفكرية أنها أنشأت لجانًا للمناصحة لمن وقع فريسة لتلك الأفكار من الشباب الذين قد غرر بهم؛ ليعودوا إلى رشدهم، كل هذه الجهود أدت -ولله الحمد- إلى الاستقرار الذي ينعم به المواطن في ظل حكم جعل هديه القرآن والسنة النبوية فاتخذته الدولة دستورًا لها في جميع المعاملات والتعاملات في وطن الخير، ولذلك فإن المملكة بما تقدمه من جهود جبارة لمكافحة الإرهاب بشتى أنواعه في الداخل والخارج إنما هي رسالة للعالم بأن الإرهاب لا دين له، وهي بذلك تبين للعالم أن ديننا دين سلام وتسامح ومحبة وانفتاح على الآخر.
وأضاف السعيد: إن المملكة سعت في محاربتها الإرهاب إلى اجتثاثه من جذوره الخبيثة، وإلى ترسيخ منهج الوسطية والاعتدال في كل الأمور، والابتعاد عن الغلو والتطرف، ولذلك على العلماء وطلاب العلم والدعاة وخطباء الجمع وأئمة المساجد أن يقوموا بتوعية الناس بالابتعاد عن الأفكار الضالة والهدامة والمنحرفة والمتطرفة، توجيههم إلى أهمية التلاحم بين القيادة والشعب، والحفاظ على أمن وطننا واستقراره، والتعاون مع ولاة الأمر في محاربة التطرف والإرهاب، ونشر الوسطية والاعتدال، والمساهمة في بناء وطننا الغالي، وبذلك لا نجعل للأعداء أي فرصة لاختراق صفوفنا ومحاولة خلخلة هذا الصف أو العبث بأمننا واستقرارنا.
ومن جهته أشار عضو الدعوة والإرشاد في منطقة الرياض الشيخ بدر بن سليمان العامر إلى أن المملكة تقوم بدور جبار في مكافحة الإرهاب فهي سباقة دائمًا في هذا المجال من جانبين الجانب الأول مبادراتها في عقد اللقاءات والمؤتمرات الدولية وتوجيه أنظار العالم كله إلى خطر العنف والإرهاب ومن ذلك مؤتمر خادم الحرمين في مواجهة الإرهاب الذي دعا له العالم كله وناقشوا هذه المسائل، والجانب الثاني أن المملكة تعاني حالة من حالات الإرهاب والعنف منذ خمس عشرة سنة تقريبًا وهذه الحالة حققت للمملكة خبرة كبيرة في مواجهة الإرهاب أمنيًا من خلال الضربات الاستباقية التي تواجه التجمعات الإرهابية أو من خلال مواجهة الإرهاب فكريًا ولها جهود كبيرة في هذا الجانب.
وأضاف العامر: إن وطننا الغالي تقوم سياسته على سياسة السلم والإخاء والمحبة والتواصل ومد الأيدي للآخرين ولكنها لن تسمح لأي جماعة أو فئة أو طائفة أن تؤثر على استقرارها وسيادتها وحدودها وأمنها ومن واجباتها الكبيرة أن تواجه كل عدوان يحل عليها وخاصة إذا أعلنت هذه الجماعات وهذه الحركات العداء للمملكة محاولين بذلك الإخلال بالجانب الأمني فيها فإن الشعب والحكومة يتوجهون بكل ما يملكون لحماية هذه البلاد العزيزة على نفوس جميع المسلمين كما أنها محط أفئدة الناس، والاعتداء عليها اعتداء على الدين.
ومن جانبه أكد مدير إدارة الدعوة في قارة آسيا في وزارة الشؤون الإسلامية وعضو لجنة المناصحة في وزارة الداخلية الدكتور محمد بن أحمد المشوح أن المملكة العربية السعودية تعد معقل ومأرز أهل السنة، فالأعداء يحاولون محاربة أهل السنة، فداعش والحوثيين وحزب الشيطان وغيرهم يهدفون إلى محاربة أهل السنة فلم نرهم يحاربون أهل الأوثان والمبتدعة في البلدان الأخرى، فهم يحاربون أهل التوحيد لأنهم على الحق، ولا عجب أن يحارَب أهل التوحيد في كل مكان لأنهم يفضحون أمثال هذه الفئات الضالة، كما أن أعداء الدين يحسدون هذا الوطن المعطاء على النعم والرغد في العيش والأمن والأمان وتطبيق الشريعة الحقة، ولذلك تعرض هذا البلد الآمن لمحاولات إرهابية تهدف إلى خلخلة صفه وزعزعة أمنه ولكنه وقف لكل هذه المحاولات بالمرصاد، فنجحت في القضاء عليه، وأصبح له دور كبير في محاربة الإرهاب بل كانت من أولى الدول التي كان لها السبق في مكافحته ومحاربته، ثم صدرت هذه التجربة في المكافحة إلى العالم ليستفيدوا من هذه التجربة الرائدة في هذا المجال، مما جعل الإعلام العربي والغربي يشيد بهذه التجربة الناجحة. والمملكة في مكافحتها للإرهاب تحذر كل من تسول له نفسه بالعبث في استقرارها وأمنها خاصة من كان لديه وسوسة أو يدافع عن تلك الفرق الضالة أو الخروج معهم على ولي الأمر أو الخروج إلى مواقع الفتن والعودة بفكر ضال منحرف، فهي بذلك تبيَّن أن هذا الطريق محفوف بالمخاطر والظلمات فعلى من يفكر مجرد التفكير أن يعود إلى رشده، لأنها -بفضل الله- حصن حصين صعب الاختراق.