حسين أبوراشد- المدينة السعودية-
شباب أضحوا أدوات رخيصة لدى الإرهابيين من أبرز الظواهر التي تقلق الكثير من الدول وتُهدِّد كياناتها، قضية الانحراف الفكري لدى الشباب، وزاد من خطورة الأمر تقدُّم التقنية ووسائل الاتصالات، والانفتاح على الآخر، نتيجة التواصل السلبي والبُعد عن الرقابة والتوجيه الصحيح، والتغاضي عن كثير من التصرفات من المُقرَّبين ومن المجتمع، نتج عن ذلك سلوكيات منحرفة فكريًا، وأسهم في ذلك تجمعات شبابية بعيدة عن أعين الرقيب، وأضحت ضالعة في تبني العديد من جرائم الانحراف الفكري، أدى إلى ظهور كثير من الظواهر التي تُقلق المجتمعات وتُهدِّد كيانها.
شبابٌ في ربيع العمر رموا بأنفسهم إلى التهلكة، وسط بُعد تام عن مبادئ الشريعة، وغياب مسؤولية الأسرة، ودور مخرجات التعليم، وقيم المجتمع، وما تُقدِّمه منابر الدعوة، كل ذلك يُحتِّم اتخاذ موقف صارم وحاد (جريدة الرياض)، الشيخ صالح آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد أكد أن توعية الشباب تفتقد التوعية بمنهج التفكير، خصوصًا أن وسائل التأثير على تفكير الشباب كثيرة، فالمسؤولية كبيرة في تطوير الأدوات للوصول لتفكير الشباب، موضحًا أن الشباب اليوم لغتهم غير لغة من يكبرهم، وتساءل آل الشيخ: كيف نُواجه هذا الزخم الكبير من الانحراف على مختلف الأعمار، خاصة إذا علمنا أن أمن المجتمع يُخترق ليس من المسجد أو من خلال محاضرات أو اجتماعات وتنظيمات ظاهرة للعيان، بل من خلال غرفة مغلقة، وقال: إن هناك من سهّل الكثير من الانحرافات. وأكد خلال افتتاحه ندوة «مسؤولية الدعاة في توعية الشباب بأمن المجتمع» أن المسؤولية كبيرة وأدواتنا ضعيفة، ولا بد من التعامل مع الواقع، وهنا لا بد من جمع الأنساق الاجتماعية بالتفاعل مع الجريمة الإرهابية، على أن يتم ذلك بشكلٍ متوازن، إذ لا يجب أن يضطلع النسق الأمني وحيدًا بعيدًا عن الأنساق الأخرى، فللنسق الديني في المجتمعات الإسلامية دور مرتقب، كونه الحجة التي يستخدمها مفكرو الجماعات المتطرفة، وللنسق الأمني دور آخر باعتبار وظيفته الأساسية تحقيق الأمن والاستقرار للمجتمع، وكذلك النسق التربوي الذي يُعوّل عليه كثيرًا في غرس القيم التربوية النبيلة المنبثقة من العقيدة الصحيحة والقيم الاجتماعية السامية، وكذلك فللنسق الأسري دور رئيس لا يُستهان به في هذا المجال، وقضاء وقت الفراغ في الأماكن البريئة، ويظل دور النسق السياسي هو الدور الرائد والأساسي.. (جريدة الرياض).
إن قيام كافة مؤسسات المجتمع بأدوارها في مجال مكافحة الإرهاب من خلال بحث العوامل التي ساعدت على بروز ظواهر الإرهاب، والمبادرة بعلاجها جذريًا بشكلٍ مخطط ومدروس، سيُحقِّق حالة التوازن المنشودة التي تضمن أمن واستقرار المجتمع.