الوطن السعودية-
التقت "الوطن" أمس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض، بثلاثة مستفيدين من مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، وذلك خلال ندوة علمية بعنوان "تجارب واقعية لاستهداف شباب الوطن"، وكشفوا عن أسباب ذهابهم إلى مناطق الصراع، بالإضافة إلى إيضاح دوافع عودتهم إلى أرض الوطن.
عوامل نفسية
قال استشاري الطب النفسي والمشرف على الفريق النفسي في مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية الدكتور مشعل العقيل: المركز يتعامل مع العائدين من أراضي الصراع على ثلاث مراحل تشمل التقييم، حيث يتم البحث عن العوامل النفسية التي دفعت بهذا الشخص للالتحاق بالجماعات المتطرفة، من خلال الاستماع إلى الشخص ذاته وإعداد تقرير مفصل عنه، بمساعدة أسرته ومتابعته أثناء عملية التقييم.
وبعد عملية التقييم، يبدأ المستفيد مرحلة التدخل، ثم يدخل مرحلة التأهيل التي تساعد على دمج المستفيدين من خدمات المركز مع المجتمع بالتدريج، من حيث السماح له بالخروج لزيارة أسرته والاندماج في المجتمع في عدة أيام، ثم يعود ويتم مناقشة الصعوبات التي قد تواجهه والعمل على حلها حتى يكون مؤهلا بالكامل.
التفجير عن بعد
يقول المستفيد خالد الجهني: بعد انضمامي للقاعدة وتدرجي في عدة مناصب أبرزها التدريب على التفجير عن بعد، اكتشفت المغالطات التي تروج لها القاعدة من تكفير للمملكة والعلماء، كما أنني أصبحت مشردا انتقل من مكان إلى مكان آخر، مفتقدا الأمن، فضلا عن المهانة والذل، مما جعلني أعود إلى أرض الوطن. واستدرك بالقول: لكن ما يروج من تعذيب في السجون السعودية، فهو كذبة كبيرة، فبعد حرب أفغانستان وأحداث 11 سبتمبر وسقوط طالبان سلمتني القوات الأفغانية للأميركان وسجنت في جوانتانامو 4 سنوات وفي هذه الفترة أحسست بالخطأ الذي ارتكبته بانضمامي للجماعات المتطرفة، وفي عام 2005 سلمت للمملكة وقضيت فترة التوقيف وكانت خلاف ما روجنا لها، إذ وجدت في سجون وطني حسن التعامل والخلق والإنسانية والاحترام، وكانت لجنة المناصحة تكشف المغالطات التي ينشرها التنظيم عن الجهاد وعن تعامل المملكة مع العائدين، وتم تأهيلي ودمجي بالمجتمع وعدت لأسرتي ووظيفتي.
مستنقع تكفيري
قال المستفيد عبد الرحمن الحويطي: أثناء وجودي في اليمن لتلقي التدريبات اكتشفت الحقيقة وهي غرقي في مستنقع تكفيري للعلماء وأهل الإسلام والدولة وطلب مني التفجير في المملكة ولكن رفضت هذه الفكرة وبشدة، وكان هناك تحريض شديد على المملكة بأنها هي من تريد انهيار الإسلام وتدمير الدين، واكتشفت حقيقة الأمر من تساؤلات ناجيت بها ذاتي، عندما صارحت نفسي بأنني كنت أبحث عن الشهادة في سبيل الله، فوجدت جماعة تقول لي عد إلى بلدك ونفذ العمليات داخلها، وهنا عرفت أنني في الطريق الخاطئ، وهربت من التنظيم بعد أن مزق جواز سفري حتى لا أعود، وسلمت نفسي لحكومة بلادي، وقضيت فترة المناصحة التي كشفت لي الحقيقة والشبهات التي يتبعها التنظيم وعدت إلى عملي وتم تزويجي.
أخطاء وشبهات
يقول المستفيد بدر العنزي: بعد تواصلي مع أحد أعضاء تنظيم القاعدة خارج البلاد والتنسيق للذهاب إلى أراضي الصراع تم القبض علي عند استخراجي جواز السفر، وكانت ولله الحمد فرصة حتى أراجع نفسي فكانت لجان المناصحة موجودة في السجن وكشفت لي عن الأخطاء والشبهات، وعزز هذا الجهد من المركز الجانب الديني والنفسي لي، فعدت إلى الطريق الصحيح، ونجوت من هذا الفكر الضال.