مكة نيوز السعودية-
قال الله سبحانه: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون المنكر).
وفى الحديث: (لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم، فليسومنكم سوء العذاب، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم).
لا شك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمرهما عظيم عند الله وأجرهما عظيم لمن قام بهما، والذي أجزم به أن الدين لن يكون ذا مكانة عالية عند المسلمين ما لم ينق من كل الشوائب المسيئة إليه سواء بالأمر بالمعروف أو بالنهي عن المنكر، وبتلك الخصلتين جعل الله هذه الأمة خير أمة أخرجت للناس.
منذ أن بدأ التحدث عن المتعاونين مع رجال الهيئات والدعوة إلى ضرورة الاستغناء عنهم نظرا لما ينسب إليهم من مخالفات لنظام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سواء حدث بقصد أو بدونه، تقلص أو تراخى.
ففي سنوات مضت ترى رجال الهيئات يمتطون الشوارع الرئيسة واحدا تلو الآخر وأحيانا داخل الأحياء ينادون بالصلاة مستخدمين مكبرات الصوت، وكان لهذا العمل قيمة عظيمة، فحالما يسمع الناس أصواتهم يهرعون إلى المساجد، وكان الناس يسمعون ويطيعون بدون استثناء، ولذا تحس بالهدوء في كل مكان خلال أوقات الصلوات، هذا كان سابقا.
أما اليوم وللأسف فلا تكاد تسمع من ينادي أو يدعو إلى الصلاة، ولو سمعته فبصوت خافت لا يسمعه إلا القلة لعدم استخدامهم مكبرات الصوت، وقد لا ترى من ينادي إلى الصلاة إلا قرب مجمعات الأسواق التجارية فقط، أما في الشوارع أو الأحياء فللأسف أن النداء بالصلاة مفقود، ولذا ترى العمال وأصوات آلاتهم تخرق الجدران والناس يصلون! أهذا يجوز أن يحدث، وفي هذا البلد العظيم مهبط الوحي ومنبع الرسالة المحمدية؟ هنا أسأل لماذا هذا الضعـف والتخاذل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر خاصة من أجل الصلاة؟ أهذا يجوز؟ لا وكلا، لن يرضينا هذا الضعف المحسوس في إقامة تلك الشعيرة التي بسببها جعلنا الله خير أمة، أمة محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم.
ومن هنا أدعو الهيئات وعلى رأسها معالي الرئيس الدكتور السند بالقيام بواجب تلك الشعيرة وعلى الوجه المطلوب لتحسيس الناس بأهميتها بل وبأهمية الصلوات المفروضة.