دعوة » مواقف

مشاركة النصارى وتهنئتهم في "الكريسماس"

في 2015/12/31

علي بن راشد المحري المهندي- الشرق القطرية-

يلاحظ أن بعض المسلمين يشاركون المسيحيين في عيد الميلاد، أو الكريسماس — كما يسمونه، وفي هذا المجال يجب على من يفعله ترك ذلك؛ لأن من تشبه بقوم فهو منهم، والرسول — صلى الله عليه وسلم — حذرنا من مشابهتهم والتخلق بأخلاقهم.
• الحذر ثم الحذر:
فعلى المؤمن وعلى المؤمنة الحذر من ذلك، وأن لا يساعد في إقامة هذه الأعياد بأي شيء؛ لأنها أعياد مخالفة لشرع الله، فلا يجوز الاشتراك فيها، ولا التعاون مع أهلها، ولا مساعدتهم بأي شيء، حتى في تنظيم الاحتفالات في الفنادق أو المجمعات لايجوز، ولا بتبادل الهدايا في هذا اليوم، ولا بإقامة حفل عشاء أو غداء، ولا بوضع "شجرة الكريسماس وبابا نويل" والتي لهم فيها معتقد خاص بهم، ولا بالشاي، ولا بالقهوة ولا بالعصير، ولا بأي شيء من الأمور، ونحوها، وأيضاً. يقول الله سبحانه: "وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ"، فالمشاركة في أعيادهم نوع من التعاون على الإثم والعدوان على ديننا وعقيدتنا، فالواجب على كل مسلم وعلى كل مسلمة ترك ذلك، ولا ينبغي للعاقل أن يغتر بالناس في أفعالهم بحيث يقول هذا من باب التسامح أو غيره، فسماحة الإسلام عرفناها بأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآله وأصحابه والتابعين، حيث إنهم لم يشاركوا النصارى أعيادهم، ولكنهم تعاملوا معهم بكل احترام وتقدير في سائر أيام العام وليس في أعياد الكريسماس.
•ميزان الشرع:
الواجب علينا أن ننظر في الشرع إلى الإسلام وما جاء به، وأن نمتثل أمر الله ورسوله، وأن لا ننظر إلى أمور الناس فإن أكثر الخلق لا يبالي بما شرع الله، كما قال الله — عز وجل في كتابه العظيم —: وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ، وقال سبحانه: "وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ".
والمؤمن يزن أفعاله، وأقواله، ويزن أفعال الناس وأقوال الناس بالكتاب والسنة، بكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فما وافقهما أو أحدهما فهو المقبول، وإنْ تركه الناس، وما خالفهما أو أحدهما فهو المردود وإنْ فعله الناس.