دعوة » مواقف

العوامية: هل أستطيع النوم فيها ليلة واحدة

في 2016/01/06

علي سعد الموسى- الوطن السعودية-

وفي التوطئة الافتتاحية للعنوان بعاليه سأكتب ما يلي: الأمن هو المسطرة التي تقاس بها قيمة الأوطان. عشت في وطني حتى اللحظة لأكثر من 5 عقود فلم أشعر لثانية واحدة أن حياتي في خطر ولم أستشعر ولو لجزء من الثانية أنني بحاجة لاحتراز أمني. طفت معظم زواياه. نمت آمنا مطمئنا لليال طويلة على كثبان (قوز الجن) مثلما اخترت ذات زمن مضى أن أكون وحيدا بين شرورة والخرخير، ومثلها أعدت التجربة ذات ليلة لن أنساها في نفود حائل الغالية. ولإخوتي الكرام الفضلاء من سدنة الخطاب الشيعي سأقول لكم بلغة صريحة واضحة: أستطيع النوم وحيدا على كل كثبان وطني الممتد على مساحة مليونين وربع المليون كيلومتر مربع، ولكنني لا أستطيع المغامرة بدخول قرية صغيرة اسمها (العوامية) ولا تزيد مساحتها عن 7 كيلومترات مربعة. أستطيع النوم آمنا مطمئنا في بيت الصديق الأثير، صالح بن سدران، في قلب نجران، تماما مثلما نمت قبل 7 سنين في بيت صديق (حساوي) ثم كتبت في اليوم التالي مقالي: (سهرة في بيت صديقي الشيعي)، ولكم أن تقرؤوه بضغطة أزرار إلكترونية.

وللإخوة الكرام من دعاة ومفكري ومثقفي الخطاب الشيعي سأقول تعالوا إلى البرهان:

سأدعو من شاء منكم إلى تجربة النوم آمنا مطمئنا في بيت والدي أو منزل شقيقي الغالي في مسقط رأسي بقرية نائية وسط الجبال الأخيرة لهذا الوطن. لماذا أصبحت (العوامية) نشازا في خريطة وطن ترتفع فيها أسماء 38 ألف لوحة لمدينة وقرية وهجرة؟

ولإخوتي الكرام الفضلاء من سدنة الخطاب الشيعي: لا تظنوا أننا أغبياء أو سذج، فلم نسمع أو نشاهد عشرات المقاطع والأفلام القصيرة لنمر النمر؟ لماذا لم تقرؤوا الحقيقة التي تقول إنه الوجه الآخر لـ(فارس آل شويل) وكلاهما يكفران المجتمع والدولة والعلماء وكل من لبس البدلة العسكرية؟ لماذا هذا السكوت المريب لكل سدنة الخطاب الشيعي ومفكريه ومثقفيه عن الإدلاء برأي واضح صريح ولو في (تغريدة) شاردة عن إعدامات السبت التي تجاوزت كل مذهب وطائفة وعرق، فلم يكن بينها من أسماء الأقلية سوى أقل من نصف النسبة الوطنية لإحصاء الطائفتين؟ ولن أسمح لأحد بعد هذا السطر أن يقول لي إن المعركة والصراع قصة طائفية، وفي البرهان الأكيد أن هذا لم تفعله الأحساء بكل قراها، ونجران بكل قبائلها، ولا حتى القطيف التي تضم اليوم 17 قرية، فلم يكن لها من النشاز سوى قرية صغيرة واحدة اسمها (العوامية). وحتى (العوامية) تريد أن تعيش وأن ترسل صرخاتها إلى بقية نسيجها الوطني في آلاف المقاطع التي لم يستمع إليها أحد بعد طغيان صوت مجرم اسمه (نمر النمر).