دعوة » مواقف

سماحة المفتي: إساءة استغلال المال العام خيانة لله .. وخطر على الدولة والشعب

في 2016/01/09

عمان اليوم-

أوضح سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة أن أعظم ثروة هي الإنسان، فإذا نمّي هذا الإنسان وفتحت مداركه، وأعطي الفرصة للعمل والإنتاج فهو أعظم ثروة من النفط والزراعة التجارة والصناعة. إن الثروات ما هي إلا نتيجة لتفتح العقل البشري. وأكد أن الأمة تفتقد أمرين اثنين وهما: تخطيط سليم، وتنفيذ أمين، فإن وجد التخطيط السليم، وعضده تنفيذ أمين، تقدمت الأمة وحلت جميع مشكلاتها.
وأوضح سماحته أن من أسباب تراجع العرب والمسلمين انخفاض الإنفاق على البحث العلمي وعدم استغلاله بوصفه موردا اقتصاديا، فقال: إن البحوث العلمية لا تخزن في الأرفف، وإنما تفعل وتطبق، بينما إن أتى أحد في بلادنا ببحث علمي أو باختراع فإنه يجمد ويمنع من أن يواصل في نشر هذا الاختراع واستغلاله».
وحذر سماحته سماحة الشيخ من خيانة الأمانة، واستغلال المال العام، فقال: إن الخيانة هي خطر على الدولة وخطر على الشعب، هي خيانة لله تعالى، وخيانة للأمة وخيانة للدولة؛ فعلى أي أحد أن يحذر من أن يأخذ فلسا أو أقل سواء من المال العام أو من المال الخاص بغير حق. جاء ذلك في برنامج سؤال أهل الذكر بتلفزيون سلطنة عمان، فإلى المزيد مما جاء فيه.

الأمة بحاجة إلى التخطيط السليم والتنفيذ الأمين – 

بداية تحدث سماحته عن الهدف الأول من رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ، حينما جاء داعيا إلى الله، ومصلحا للإنسان، فقال: إن الله بعث نبيه صلى الله عليه وسلم إلى الإنسان لإصلاح الإنسان؛ وإخراجه من الظلمات إلى النور، لإخراج الإنسان من الحيرة إلى البصيرة، لإخراج الإنسان من المشكلات المدلهمة. هذا الإنسان إنما كانت مشكلته الكبرى فقدانه الصلة بالله تبارك وتعالى بارئ الكون ومسخر الوجود، رب الجنة والناس، الذي له ما في السموات وما في الأرض، الذي تسبح له الكائنات بأسرها، تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن، «وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا» الإنسان كان أحوج ما يكون لأن يبصر بمبدئه ومصيره، يبصر من أين جاء وإلى أين ينتهي، وماذا عليه أن يعمل ما بين المبدأ والمنتهى، كيف يتصرف في هذه الحياة ، هو بحاجة إلى أن يعرف ربه الذي أنشأه والذي منَّ عليه بالنعم التي يسبح في عبابها المتلاطم، هو بحاجة إلى أن يعرف كيف تكون الصلة بينه وبين بني جنسه، وكيف يتقاسم مع بني جنسه الحلو والمر، كيف يشترك الناس في تحمل الأعباء والتبعات وكيف يتقاسمون الخيرات والمنافع، لذلك كان تركيز النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الإنسان، وتبصيره بالطريق الموصل إلى ربه سبحانه، والذي يوصله إلى خير الدنيا وخير الآخرة، هذا الإنسان كان ضلاله ضلالا مبينا كما أخبر الله سبحانه وتعالى في كتابه عندما امتن على العرب الأميين إذ قال: «هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ» وكل الناس كانوا في ضلال مبين، لم تغنهم الفلسفات المتنوعة، ولا الحضارات الزاخرة التي كانت في كثير من المجتمعات، وإنما كان ذلك مما ساعد على دمار هذا الإنسان ونزوله إلى الحضيض الأسفل، فكانت الحاجة إلى انتشاله. وقد جاءت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم، لتنتشل الإنسان هذا الانتشال، كان ذلك بحل ألغاز هذا الوجود، بتعريف الإنسان بمبدئه ومصيره، ووصله بالمبدئ العظيم سبحانه وتعالى، وتعريفه بما يجب عليه أن يعمله لحياة المصير، كل ذلك احتوت عليه رسالة النبي الخاتم عليه الصلاة والسلام، وبعد إصلاح الإنسان، وتبصيره بالعقيدة، كانت الأطروحات في هذه الشريعة وفي هذا الدين لحل المشكلات المتنوعة ومن بينها المشكلة الاقتصادية.

أكل أموال الناس بالباطل

وقال: النبي صلى الله عليه وسلم حذر من كل ما يؤدي إلى أكل المال بغير حق، النبي صلى الله عليه وسلم حذر من الغرر، ولذلك حرّم بيوع الغرر على اختلاف أنواعها، جاء أيضا في القرآن الكريم تحريم المقامرة؛ لأن هذا من أكل مال الناس بغير الحق، التنافس في المقامرة يؤدي إلى تلف الأموال والعياذ بالله، ولذلك شدد فيه الإسلام، وقرنه بالصد عن سبيل الله، وقرنه بالأنصاب والأزلام، وعدّ ذلك كله رجسا من عمل الشيطان.

وأضاف سماحته : إن عقوبة هذه الأشياء من جملة الإيالة في الإسلام، السياسة التي يمارسها أولو الأمر في الإسلام، نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم شدد في الاحتكار، فمنع الاحتكار، وما وضع عقابا لذلك، بينما في عهد عمر رضي الله عنه يروى أنه نفى تجارا كانوا يحتكرون.

الربا مدعاة للفقر

وتحدث سماحة الشيخ المفتي عن الأضرار والمشكلات التي يفرزها النظام الاقتصادي القائم على الربا فقال: الربا مدعاة للفقر، لأن الربا يؤدي إلى أن يكون المرابي لا يبالي بما يأكله من أموال الناس على حساب ثرواتهم وحاجاتهم، وهو لا يعتني بتنمية المال بالطرق المشروعة، وإنما ينمو ماله على حساب الآخرين، لا ينمو هذا المال بالتنمية الطبيعية المعهودة وإنما ينمو على حساب حاجات المحتاجين وثروات المعوزين. ثم مع هذا كله أيضا هو محاربة لله ولرسوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ، فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ» .
وأضاف قائلا : كيف تكون البركة في هذا المال الذي يأتي بطريق الربا، هو منزوع البركة، ولما كان منزوع البركة فإنه عرضة لأن يتلف. نحن عايشنا ناسًا أكلوا الربا وأتخموا بالثروات التي توصلوا إليها، ولكن مع ذلك أدى بهم الأمر فيما بعد إلى الفقر من كل شيء وضاعت هذه الأموال وتلفت، وسلط الله عليها أسبابا لتلفها. أما الزنا أيضا فهو متلف للمال؛ إذ إن جملة ما ينتشر بسبب الزنا إنفاق المال، وإنفاق المال في سبيل هذه الشهوة الدنيئة، كم من أناس تركت لهم أموال طائلة، وإذ بهؤلاء الناس يتلفون المال في سبيل إشباع شهواتهم الدنيئة، ولا يبالون بعد ذلك أن يصبحوا فقراء معوزين يتسولون الناس.

إهمالنا .. وتقدمهم

وقال سماحة الشيخ إن العالم الغربي وإن ظهر لنا أنه نام، فإن هذا كله إنما يرجع إلى السيطرة السياسية، إذ لو فكرنا في الداخل لوجدناه خواء، فكم هي ديون الولايات المتحدة الأمريكية الآن ؟! ، ديون هائلة لا تقاس بالمليارات ولا بالتريليونات، ما الذي يدعم الدولار الآن؟ إنما هي القوة السياسية. إذن هناك خواء، والعالم الغربي خاو، ولكن مع هذا كله نحن أضعنا الطريق مع الأسف الشديد، وهم استغلوا إهمالنا وغباوتنا وضعفنا، فنموا ما عندهم على حسابنا، هم حاولوا أن ينموا ثرواتهم من طرق متعددة، نحن نقدر بكم يباع عندنا برميل النفط؟ هم ماذا يصنعون من هذا البرميل؟ وكيف يولدون الثروة من خلاله؟ هذا البرميل بكم يأتي من الصناعات؟ هذه الصناعات تباع بأغلى الأثمان، تعود علينا فتباع في أسواقنا بأغلى الأثمان، بعدما اشتروا البرميل بأرخص الأثمان، أصبحوا يبيعون منتجات هذا البرميل بأغلى الأسعار، ومع هذا كله هم – مع الأسف الشديد – يستغلون إهمالنا، ومما يؤسف له أن نقول إننا أصبحنا مستهلكين ولسنا بمنتجين، نحن عالة على الآخرين، ولا نقدم الخدمة لأنفسنا.

هجرة العقول .. ثروة ضائعة

وتطرق سماحة الشيخ المفتي العام للسلطنة إلى إشكالية هجرة العقول العربية، وإقصاء المفكرين والمخترعين فقال: قبل اثني عشر عاما من الآن نشرت جريدة الوطن العمانية في الملحق الاقتصادي تقريرا قدم من قبل بعض مؤسسات البحث والدراسة في بلاد الخليج، هذا التقرير عن الخبرات العربية، جاء فيه أن العالم العربي يخسر في كل عام مائتي مليار بسبب هجرة العقول العربية، إلى أين تهاجر؟ تهاجر إلى الغرب ، إنتاجها أين يكون؟ يكون في الغرب، إنتاجها لمصلحة من ؟ لمصلحة الغرب . العرب مهما تعلم الإنسان عندهم لا يعطونه مجالا، والمسلمون عامة، لا يعطون من تعلم ودرس واستطاع أن يخترع وينتج فرصة للإنتاج، فهو ينتج في بلاد الآخرين، ليستفيد الآخرون بإنتاجاته واختراعاته، هذه الاختراعات لا تجد مجالا في البلاد العربية والإسلامية. البيئة العربية طاردة للخبرات والمهارات.
وأضاف قائلا : اهتممت بهذا الأمر وكنت أبحث مع بعض الخبراء الاقتصاديين، ومع بعض الدارسين في هذا المجال، وكنت في أحد المؤتمرات وطرحت هذه الفكرة على بعض الناس ممن لهم خبرة في الجانب الاقتصادي، فرد علي بالآتي: هذه خسارة العرب من تهجير العقول من أرضها إلى الأرض الأخرى، خسارتهم مائتا مليار، ولكن خسارتهم من طمر العقول التي تبقى في بلادهم تصل إلى ثلاثة أضعاف هذا المقدار، يعني ستمائة مليار خسارتهم من طمر العقول التي لم تجد فرصة للهجرة، ولم تجد من يحتويها ويشجعها على الإنتاج والمضي قدما في اختراع ما يمكن من وسائل إنتاج الثروة.
وقال سماحة الشيخ إن هذه الأرقام كانت قبل اثنى عشر عاما. إلى أي مدى تضاعف الرقم خلال هذه المدة، شيء هائل يخسره المسلمون جميعا .

تنمية الإنسان

وتطرق سماحته إلى تجربة اليابان في تنمية الإنسان التي تعد من أكبر اقتصاديات العالم في الوقت المعاصر، فقال: لو نظرنا إلى البلاد الأخرى غير البلاد العربية؛ لننظر مثلا إلى اليابان التي لا توجد فيها مصادر للثروة ما عدا العقول. مصادر الثروة غير موجودة في اليابان، لا نفط ولا أي شيء آخر، ما عدا العقل البشري. إن أعظم ثروة هي الإنسان، إذا نمّي هذا الإنسان وفتحت مداركه، وأعطي الفرصة للعمل والإنتاج فهو أعظم ثروة من النفط والزراعة التجارة والصناعة. إن ثروة الزراعة والتجارة والصناعة إنما هي نتيجة لتفتح العقل البشري .
إن اليابان خرجت من الحرب العالمية الثانية وهي محطمة تحطيما، ولكن مع ذلك نمت الإنسان فيها، لو اجتمع اقتصاد العالم الإسلامي كله من أقصاه إلى أقصاه فإن اقتصاد اليابان هو عشرة أضعاف اقتصاد العالم الإسلامي بأسره.
وتساءل سماحة الشيخ المفتي: يعود هذا إلى أي شيء؟ لننظر إلى الزراعة: الزراعة موجودة في البلاد الإسلامية، لننظر إلى الثروة السمكية فهي موجودة، ثروة البحر والبر موجودة ، كل أنواع الثروات موجودة، ولكن لم يوجد العقل الذي يحسن استغلال هذه الثروات، حتى لو وجدت الخبرة، فإنها إما أن تطمر وإما أن تُهجّر، والنتيجة هذه الانتكاسة، بحيث أصبح الحرب عالة. الذين ينتجون النفط إنما يُعولون على النفط، ولا ينظرون في العواقب. هم لو أحسنوا لكان بإمكانهم استغلال نفطهم بأنفسهم، من غير أن يصدر للآخرين، ولاستغلوا هذا النفط في الصناعة، ولملأوا العالم بصناعاتهم، ولكن كما قلنا لا العقل يجد مجالا للإنتاج، ولا التخطيط يوجد كما ينبغي.

التخطيط السليم .. والتنفيذ الأمين

وقال سماحة الشيخ : أنا قلت قبل سنين إننا بحاجة إلى عنصرين اثنين لنتقدم؛ نحن بحاجة إلى تخطيط سليم، وتنفيذ أمين. إن وجد التخطيط السليم وتبعه التنفيذ الأمين حلت جميع المشكلات. اليابان اعتمدت على التخطيط السليم وعلى التنفيذ الأمين، مع كونهم لا يدينون بعقيدة سماوية كما يقال، ولكن اعتنوا بأنفسهم ووصلوا إلى ما وصلوا إليه. المسلمون يرتكسون وينزلون إلى الخلف لأنهم أهملوا ما أوتوه. إذ لو فكرنا فيما ينفق على البحث العلمي في البلاد العربية، ذلك أنه قيل إن الذي ينفق في البلاد العربية على البحث العلمي من الناتج القومي إنما هو 2 من الألف؛ في حين أن الدولة العبرية تنفق أكثر من عشرة أضعاف ذلك من الناتج القومي، الولايات المتحدة تنفق بين 3 إلى 4 في المائة ، بينما نحن 2 في الألف.
وأضاف: إن البحوث العلمية عندهم لا تخزن على الأرفف، وإنما تفعل وتطبق، بينما إن أتى أحد ببحث علمي أو باختراع مثلا فإنه يجمد ويمنع من أن يواصل في نشر هذا الاختراع واستغلاله. إذا المشكلة من هذه الناحية لأننا فقدنا التخطيط السليم ، وفقدنا التنفيذ الأمين.

الخيانة

وتحدث سماحته عن ضرر الخيانة للأمانة، على الاقتصاد، فقال: لا ريب أن كل خيانة تؤدي إلى الإفقار، وهذا الذي يخون لا ينتج؛ لأنه يكتفي بأن يخون ويعيش ويثري على حساب الآخرين، وكم من أكباد تجوع بسبب هذه الخيانة ، وكم من أجسام تعرى؟ وكم من أسر تتشرد؟ فإذا الخيانة تؤدي إلى انتشار الفقر، وتؤدي إلى تلف الحياة بأسرها، والخيانة سبب لكل شر، والله يقول : «إن الله لا يحب الخائنين»
وإن الخيانة هي خطر للدولة وخطر للشعب، هي خيانة لله تعالى، وخيانة للأمة وخيانة للدولة؛ فعلى أي أحد أن يحذر من أن يأخذ فلسا أو أقل سواء من المال العام أو من المال الخاص، بغير حق. الله تبارك وتعالى يقول: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ، وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا»
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أيما تحذير من إتلاف مال بغير حق، سواء كان رشوة ليتوصل إلى مال أو إلى أي شيء، الرشوة حرام «لعن الله الراشي والمرتشي والرائش»، كل منهم يبوء بلعنة الله تعالى. وقد نص القرآن الكريم على ذلك: «وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ» فحذر القرآن من تقديم الرشوة لأجل أخذ أموال الناس بغير حق، وكذلك كل طريقة فيها خيانة أو اختلاس، أو أي شيء من هذا القبيل.