المدينة المنورة: علي العمري
شدد عضو لجنة المناصحة والأكاديمي في الجامعة الإسلامية الدكتور عبدالسلام السحيمي، على أهمية مناقشة الشباب ومحاورتهم، خصوصا ممن يحملون شبهات فكرية تتعلق بالجهاد، مشيرا إلى أنه، وخلال مشاركته في لجان المناصحة على مدى 10 سنوات، وجد أن أن أكثر الشباب الذين سلكوا مسالك الغلو والتكفير والتفجير، هم ضحايا التغرير والشحن العاطفي، مع صغر السن وقلة التجربة، وأن معظم القادة والرموز الذين غرروا بهم هم من خارج بلادنا.
جاء ذلك، خلال المبادرة الشبابية لطلاب وطالبات جامعة طيبة في المدينة المنورة "يلا ندردش".
ولخص السحيمي هذه الشبهات في 4 نقاط هي:
1- حديث رسول الله، صلى الله عليه وسلم، والذي فهم على غير معناه "الجهاد باق إلى يوم القيامة"، والجواب في ذلك: أن الجهاد يتنوع بحسب الحال والقدرة التي يكون عليه أهل الإسلام، والحال في الجهاد كالحال في الصوم والزكاة والحج، لا بد من وجود الشروط والأسباب وانتفاء الموانع.
2- الشبهة الثانية تقول: "كيف يدخل المسلمون مع عدوهم في صلح وعهد، وقد استولى على بلاد المسلمين"، والتفنيد في ذلك: أن النصوص الشرعية تدل على جواز عقد الصلح والهدنة سواء كان ذلك في جهاد الطلب أم في جهاد الدفع، وذلك إذا رأى الإمام مصلحة في ذلك للمسلمين، أو كان أهل الإسلام في ضعف، فإن للإمام أن يصالح، وأن يعقد الهدنة مع من يراه لصالح المسلمين.
3- الشبهة الثالثة هي: أنه "لا يشترط إذن الإمام في الجهاد، استدلالا بقصة أبي بصير"، والرد في ذلك: أن أبا بصير ليس في قبضة الإمام، ومع ذلك لم ينصره رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وكذلك الصحابة، وإنما في هذه القصة دليل لمن حاله مثل حال أبي بصير ومن معه، أنه يجوز له فعل ذلك فلا يتخذ ذلك قاعدة في الجهاد. فأبو بصير ليس في قبضة الإمام ولا تحت إمرته، بل هو في قبضة الكفار وفي ولايتهم، فهو يريد أن يتخلص من قبضتهم وولايتهم.
4- الشبهة الرابعة هي: في قول بعضهم "إن الذين يقاتلون الكفرة يريدون نصرة الإسلام، وأن يعود الإسلام عزيزا بعد الذل الذي هو فيه، وهم قد اجتهدوا فإن أصابوا فلهم أجران، وإن أخطؤوا فلهم أجر واحد"، والجواب في ذلك: أنه من المعلوم أن القصد الحسن وحده لا يكفي للقول بجواز العمل شرعا، فليست الغاية مبررة للوسيلة، بل يجب أن تكون الوسيلة مشروعة لتحقيق الغاية المشروعة، والجهاد فريضة فرضها الله على أهل الإسلام، وله أسباب وشروط وضوابط، والغاية إعلاء كلمة الله، وهو وسيلة لتحقيق مصلحة يقررها الإسلام وليست محل اجتهاد لآحاد أو مجموعات داخل الجماعة الواحدة التي لها إمام وله بيعة، وأمر الجهاد موكول إليه.