المدينة السعودية-
أعرب الأزهر الشريف عن إدانته الشديدة للهجوم الإرهابي الأثيم، الذي وقع بالمملكة، أمس، واستهدف مسجد الرضا، بحي محاسن، بالأحساء، وأسفر عن استشهاد شخصين وإصابة آخرين.
واستهجن الأزهر الشريف تلك الهجمات «البغيضة»، التي تنتهك حرمات بيوت الله عز وجل، سائلًا الله تعالى أن يتغمد الضحايا برحمته وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل.
فيما وصف علماء الأزهر العمل الإرهابي، الذي استهدف بيت من بيوت الله بالأحساء بـ»الإجرام الشنيع»، مؤكدين استنكارهم للعمل الذي لا يمت لتعاليم الإسلام السمحة بصلة.
وأوضحوا أن القائمين على هذه العمليات الوحشية، مجردون من كل قيم الأديان السماوية، ومن الإنسانية، مشددين على أن هذه الأفعال الدنيئة لن تنال من الاستقرار التى تنعم به المملكة، وشعبها، ولن تثنيها عن المضي في مواجهة الإرهاب، وتطهير الوطن العربي بأكمله، من هذه الفئة الضالة.
من جانبه عبر الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر الأسبق، عن غضبه من الأهداف الخبيثة للجماعات الضالة، والفئات المنحرفة، التي تحاول زعزعة استقرار المملكة وشعبها، مؤكدًا أن الأعمال الإجرامية التي يرتكبونها لن تنال من وحدة واستقرار الشعب السعودي، تحت مظلة قيادته الحكيمة، ولن تمنعه من المضى قدمًا في محاربة التنظيمات المتطرفة والإرهابية، وتطهيرالمملكة من التطرف.
وأضاف لـ»المدينة»، أن العملية الإرهابية جاءت ردًا على الإجراءات التي اتخذتها المملكة تجاه تلك الفئة المنحرفة، التي عاثت فى الأرض فسادا، وقال: «نحن من جانبنا نطالب المملكة بأن تمضي في طريقها للقضاء على كل من تسول له نفسه المساس بأمن واستقرار البلد الأمين»، مشددًا على أن الإسلام بريء من هذه العمليات التى يتم فيها إزهاق أرواح الأبرياء.
بدروه أكد الدكتور نصر فريد واصل، لـ»المدينة»، عضو هيئة كبار العلماء، أن تفجير الأحساء عمل إجرامي، الإسلام بريء منه، ومن كل الأفعال التي ترتكبها تلك المجموعات ذات الأهداف المعروفة للجميع، لافتين إلى أنهم يسعون إلى زعزعة الاستقرار داخل المملكة.
واختتم بالتأكيد على أنه لا يمكن أن يكون هناك مبرر لقتل الناس أثناء الصلاة، فهم يعبدون الله، في وقت مبارك، هو وقت الجمعة، قائلًا: «مهما كان الاختلاف المذهبي والعقائدي أو السياسي، فلا مبرر لذلك إطلاقًا». من جانبه أشاد الخبير الأمني والإستراتيجي اللواء محمد علي بلال، بيقظة الأجهزة الأمنية بالمملكة، لافتًا إلى أنها مثلت حدًا فاصلًا بين وقوع الحداث كما وقع فعلًا، وبين ارتفاع ضحاياه بشكل مروع. وأضاف لـ»المدينة»، إن هذا الحادث يمثل دليلًا على انهيار قدرات الإرهابيين بعد الضربات الأمنية الناجحة واليقظة المشرفة لأجهزة الأمن بالمملكة، قائلًا: «من المعروف أن الإرهابي لا يلجأ إلى العمل الانتحاري، إلا إذا تأكد من فشل جميع الخطط التي يمكن أن ينفذ بها عملياته دون أن يؤذي نفسه»، مشددًا على أن الإرهاب يلفظ أنفاسه الأخيرة في المملكة، بعد أن تقطعت السبل بعناصره، وفقد الإمداد، والتمويل، نظرًا ليقظة الأمن السعودي. وأشاد بلال بالتعامل الأمني الاحترافي، واليقظ من قبل رجال الأمن، وهمتهم العالية وحسن تدريبهم، مما مكنهم من اكتشاف التحركات المريبة للإرهابيين مرتكبي الحادث، وحسن التعامل معهم بشكل قلل من حجم الحادث، وأدى إلى محدودية الخسائر، فضلًا عن النجاح الباهر في ضبط أحد مرتكبي الحادث. واختتم بلال حديثة بالمطالبة باستمرار هذه اليقظة الأمنية، خاصة في المناطق المستهدفة لنشر الفتنة، وحتى تمر تلك المرحلة بنجاح، معربًا عن تضامن المصريين قيادة وشعبًا مع المملكة وشعبها في مواجهة هذه الجرائم الإرهابية.