خلدون السعيدان- الرياض السعودية-
لقد تحول المجتمع بسبب فوضى تويتر إلى مجتمع متشنج وعدائي، وبفضل تغريدات سيئة انتشرت الكراهية والتعصب وعدم قبول الرأي الآخر. مع تويتر أصبح الكل بليغاً ومصلحاً وعالماً وداعياً مع أن غالبية هؤلاء لا يملكون من العلم والمعرفة إلا اليسير.
تويتر كان تتويجاً لما سمي بالإعلام الجديد، حيث الفرد أصبح وكالة أنباء يبث الأخبار ويتفاعل مع الأحداث دون وصاية أو وسيط، وكان بالإمكان استغلال هذه الخاصية فيما يفيد المجتمع ويبني الوطن، لكن الاستخدام الخاطئ حول الرأي الآخر إلى استبداد؛ فإن لم تكن معي فتأكد بأني سأنشئ "هاشتاقاً" يؤدبك ويقول لك كيف تعترض على رأي أحدهم!. تويتر جعل من تسفيه الناس والاستخفاف بهم من المسلمات، جعل من التكفير واتهامات التطرف أساساً للتعامل بين المغردين، ومكّن من سن قوانين عجيبة وغريبة وضعها أناس بعض منهم يشاركنا في تنفس الهواء وهو لا يستحقه، قوانين لا تنتمي للإنسانية ولا للعدالة.
تويتر فضح عقلية وتوجهات وتفكير مجموعة كبيرة ممن كانوا يحظون باحترام مزيف من المجتمع وكانت تغريداتهم إدانة وتعرية لضحالة فكرهم وتفكيرهم، كما تمكّن من خلق مجتمع متناقض وحاد وفضائحي لم نعهده من قبل. إن تعاطي السعوديين مع هذا الموقع يشكل ظاهرة اجتماعية غريبة تحتاج إلى مؤسسات استشارية لمعرفة الأسباب التي عصفت بالمجتمع من جراء الدخول فيه. وأصبح من الواضح أن الفوضى الأخلاقية والسلوكية التي تضج بها حسابات السعوديين تحتاج إلى قوانين صارمة تعيد الوعي لمن ينتهك خصوصيات الناس وينتقص من كرامتهم.
تويتر أصبح مصدر خطر على لحمة وأمن البلد فمن غير المعقول أن يتمكن شخص له توجهات معروفة بتجييش الآلاف معه وتحريضهم على تكفير أو إلغاء أو تسفيه شخص آخر. من غير المعقول أن يتمكن مغرد بهاشتاق أن يؤلب المجتمع على مسؤول أو جهة حكومية ويتبعه آخرون معظمهم لا يدري عن ماذا يتحدثون، ويتفاعلون مع هذا التأليب الظالم دون أن يجدوا رادعاً يردعهم.
لابد من وقفة صارمة وحقيقية لتنظيف وسائل التواصل الاجتماعي، بل حتى بعض الصحف الإلكترونية، من العابثين بأمن ووحدة الوطن خصوصاً في هذا الوقت الذي تمر به المملكة من هجمات إعلامية دنيئة من الأعداء في الخارج. الوضع بات مقلقاً ومن غير المقبول ترك السفهاء يعبثون بعواطف السعوديين في تويتر!.