تواصل » صحف ومجلات

التحيز الإعلامي الغربي السافر ضد السعودية

في 2016/09/09

يفترض بأي وسيلة إعلامية محترمة، تحترم نفسها وتحترم مشاهديها ومستمعيها وقارئيها، أن تلتزم الحياد والموضوعية في نقلها للأخبار وتعاملها معها بالتعليق والحوار والمناقشة مع ضيوف برامجها وفي تحليلاتها وكل ما تتناوله مما له صلة بالخبر من قريب أو بعيد..

نحن ندرك أن الحيادية في وسائل الإعلام، كل وسائل الإعلام، هي وهم ومثالية غير موجودة في الواقع، وخاصة من وسائل الإعلام المرتبطة بالحكومات والدول.

لكن الأمر نسبي، وهناك وسائل إعلامية تابعة لحكومات ودول هي أكثر حيادية وموضوعية من غيرها.

وما نتحدث عنه هنا هو وسائل الإعلام العالمية الرئيسية المستقلة الشهيرة والمنتشرة حول العالم كالبي بي سي وفرانس 24 وروسيا اليوم، وأخص منها تلك التي تبث بالعربية تحديدا هنا.

هذه القنوات على قدر ما هي كبيرة ومهمة ومتابعة من قبل ملايين المشاهدين إلا أنها بدأت تتجاوز التزامها المهني وتتخلى عن موضوعيتها وحيادها وتميزها.

هذه القنوات الثلاث تحديدا لا تجد خبرا ضد المملكة العربية السعودية إلا وتستثمره وتسخره وتضخمه وتجعل منه خبرا رئيسيا تضعه في مقدمة نشراتها وتفرد له مساحات واسعة من التغطية وتصنع منه مادة رئيسية في برامجها الحوارية التي تتعمد فيها استضافة الكارهين الحاقدين على المملكة العربية السعودية والمؤدلجين ضدها وضد سياساتها ومواقفها.

وعندما صرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة بتصريح مسيس فيه الكثير من التحيز والمغالطة والزيف، مفاده تحذير السعودية وقوات التحالف المناصرة للشرعية اليمنية المدعومة بقرارات الأمم المتحدة من استهداف الأطفال في العمليات القتالية، قامت تلك القنوات الثلاث جميعها بهجوم سافر على المملكة العربية السعودية بدون التحقق من صحة ادعاء المتحدث الأممي من مصادر مستقلة وهو ما كان يفترض من قنوات بحجمها أن تقوم به، وظهر مذيعو تلك القنوات متشنجين في حواراتهم مع الضيوف الموضوعيين أصحاب المواقف النبيلة غير المسيسين والمؤدلجين والمدفوعين.

تعاملوا مع هؤلاء بأسلوب كانوا فيه حوثيين أكثر من الحوثي نفسه.

لم يذكروا من قريب أو بعيد، هم والمتحدث الأممي، أن من يعتبرونهم أطفالا إنما هم مقاتلون جندهم الحوثي وصالح لقتالنا وحملوا السلاح ضدنا.

لم ينتقد أي من هؤلاء أو يوجه لومه للحوثي وصالح على تجنيدهما للأطفال.

ولم يكونوا واقعيين فيما يجب أن يكون عليه التعامل مع من يحمل السلاح ويوجهه لصدور جنودنا ليقتلوهم.

هل افترضوا أن نلقاهم بأصابع «تويكس» وحلوى «إم آند إم» وايسكريم «باسكن روبنز»؟

لقد أسقط كثير من وسائل الإعلام أقنعتها وظهرت مواقفها وتحيزها، وتبين مدى الحقد والضغينة والكره الذي يكنونه للمملكة العربية السعودية وهي تمارس حقها في الدفاع عن سيادتها وأرضها وشعبها وأمنها القومي.

ولقد أصبح من الضروري لهذه القنوات أن تراجع مواقفها وتستبعد كل من يلحق الضرر بها من منسوبيها حتى تستعيد مصداقيتها ووهجها ومكانتها ومشاهديها.

ناصر محمد الجهني- مكة السعودية-