صعدت صحف مصرية من لهجتها ضد المملكة العربية السعودية، على خلفية قرار شركة «أرامكو» السعودية، بوقف إمداداتها النفطية لمصر.
واتهمت صحيفة «الوطن» المصرية، المعروفة بقربها من أجهزة أمنية وسيادية في البلاد، الرياض، بدعم جماعات إرهابية وتنظيمات متطرفة في المنطقة.
وأضافت الصحيفة-في تقرير تصدر موقعها الرسمي على الانترنت- تحت عنوان «السعودية تدفع ثمن احتضانها للإرهاب وجماعات العنف المسلح»، أنه مع تولى الملك «عبدالله بن عبدالعزيز»، مقاليد الحكم فى السعودية، بدأ فى حرب شاملة ضد الإرهاب، خصوصاً بعد اندلاع ثورات الربيع العربى، ووتُوجت جهود «عبدالله» قبل رحيله بإصدار قائمة للجماعات الإرهابية المحظورة وعلى رأسها «الإخوان» و«القاعدة»، بحسب «الوطن».
لكن الصحيفة عادت وحملت الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، المسئولية عن احتضان التنظيمات المتطرفة، ومساندتها مادياً وعسكرياً، قائلة «بتولى الملك سلمان بن عبدالعزيز مقاليد الحكم فى السعودية، حصلت الجماعات الإرهابية على دعم مالى وعسكرى مباشر من المملكة التى عادت لاحتضان تلك التنظيمات المتطرفة، وساندتها مادياً وعسكرياً، وخصوصاً فى سوريا واليمن، وألغت لائحة التنظيمات الإرهابية»، وفق النص الذي أوردته «الوطن» في نسختيها الورقية والالكترونية.
وفي تصعيد غير مسبوق، اتهم التقرير الملك «سلمان» صراحة بالتحول من استراتيجية الحرب على الإرهاب، إلى دعمه ممثلاً فى «القاعدة» و«الإخوان» بسوريا واليمن، على حد قول الصحيفة.
وأرجع التقرير، التحول السعودي، إلى وساطة أجراها «إخوان السعودية» لتحسين الأجواء بين جماعة «الإخوان» في مصر والملك «سلمان»، وهو ما بدا في استضافة الرياض للداعية الإخوانى «يوسف القرضاوى»، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس «خالد مشعل»، وزعيم تنظيم الإخوان فى تونس «راشد الغنوشى» رئيس حزب النهضة.
واختتمت الصحيفة المصرية تقريرها بالقول، إن «السعودية الآن تدفع ثمن احتضان التنظيمات الإرهابية سابقاً وحالياً على يد الملك سلمان، وخصوصاً تنظيم القاعدة، المنفذ لأحداث 11 سبتمبر، بعد إقرار الكونجرس الأمريكى، سبتمبر الماضى، تشريعاً يسمح لأسر ضحايا هجوم 11 سبتمبر بمقاضاة الحكومة السعودية على الأضرار التى لحقت بها».
وإزاء التصعيد المصري، غادر سفير المملكة العربية السعودية لدى القاهرة «أحمد القطان» إلى الرياض، اليوم الأربعاء، بشكل طارئ، دون أن يعلن الأسباب.
وتوترت أجواء العلاقات السعودية المصرية، بعد أيام قليلة من تصويت مصري على مشروع قرار روسي في «مجلس الأمن» حول سوريا لم تؤيده السعودية وهو ما أثار شكوكا حول العلاقة بين الرياض والقاهرة.
وفي أول انتقاد سعودي علني لمصر، وجه رئيس الديوان الملكي السعودي الأسبق «خالد التويجري» عتابا للمسؤولين المصريين بعد تصويت مصر لصالح المشروع الروسي بخصوص سوريا في مجلس الأمن.
وقال «التويجري» في وقت سابق عبر حسابه في «تويتر»، موجها حديثه فيما يبدو للرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»: «أسف ما بعده أسف يا فخامة الرئيس أن يحدث ذلك منكم تجاه المملكة بالذات. أنسيتم مواقفنا معكم كأشقاء!!»، في إشارة للدعم القوي والمساعدات المالية الذي يلقاها النظام المصري من الجانب السعودي.
وتعد السعودية من أبرز الداعمين للرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» منذ عزل الجيش للرئيس «محمد مرسي» في انقلاب 3يوليو/تموز 2013.
وكالات-