لم تحاول الصحافة القطرية درء فضيحة تصريحات تميم التي كشفت تآمره مع العدو الإيراني وجماعة الإخوان على شق الوحدة الخليجية والعربية والإسلامية، أو محاولة تبرير اجتماع وزير خارجية قطر السري بسليماني أحد قائدي الحرس الثوري الإيراني الذي عاث حربا طائفية سفكت دماء الأطفال وهجرت الآمنين في العراق وسورية، ولم تحاول أن تأتي بالأدلة التي تثبت ادعائها اختراق حساب وكالة الأنباء القطرية «قنا»، ولم تبرر لمصلحة من تضم قطر إعلاميي الجماعة الإخوانية التي تهاجم السعودية ووحدتنا العربية من خلال قناتها الجزيرة التي تتدعي الحيادية في مهاجمتها لجمهورية مصر العربية، وتدعم إرهابيي الشرقية والبحرين عندما تلقبهم بالمحتجين، وتنقل أحداث العمليات الأمنية التي تقوم بها حكومتا السعودية والبحرين على أنها عمليات قمعية لمتظاهرين مسالمين.
تتجاهل الصحافة القطرية أيضا تحالفات حكومتها مع إيران وحزب الله والإخوان بقيادة أمير دولتها الذي أثبتت كل مراهقاته السياسية أنه يسير عكس مصالح الشعب القطري، والشعب الخليجي والعربي والإسلامي، بل والأمن العالمي الذي يهدده تمويل إيران للجماعات الإرهابية في كل مكان.
بدلا من محاولة الصحافة القطرية أن تؤكد أن حكومتها مع قرارات قمة الرياض، ومع كل ما من شأنه زرع السلام في الشرق الأوسط قامت وهاجمت رؤساء تحرير الصحافة السعودية والإماراتية ووصفتهم بالمرتزقة، وابتعدت كثيرا عن المهنية في تناولها للقضية، وردت على فضح الصحف السعودية لسياسة قطر بأنها ليلة الهجوم على قطر، ولكنها في الحقيقة ليلة سقوط الصحافة القطرية التي لم تستطع أن تبرر تصريحات تميم وأفجعتها الفضيحة فذهبت تنشر تقارير مرتجلة بلغة غير مهنية أثبتت من خلالها أن صحافتها قاصرة ولا تستطيع مطاولة الصحافة السعودية العريقة الممتدة منذ عقود من المهنية والقوة والسلطة الراسخة التي يخشاها كل عدو.
وبدلا من أن تنشر كل ما يؤكد رسوخ العلاقات القطرية الخليجية والعربية وبراءتها من العلاقات الإيرانية المشبوهة فاجأتنا بنشر خبر أن أمير قطر يخص الرئيس الإيراني حسن روحاني بتهنئة بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.. تنشر خبرا تؤكد فيه علاقتها الحميمية بإيران -ممولة الإرهاب- بعد أيام من مشاركة قطر في قمة الرياض التي أعلنت في بيانها الختامي أنه يجب تجفيف منابع الإرهاب لا دعمها ومباركتها ومشاركتها المناسبات والتهاني.
في الوقت الذي يصطف فيه الإعلام السعودي بكل شموخ ليقف في صف الوطن والوحدة الخليجية والعربية والإسلامية بكشف تاريخ وألاعيب السياسة القطرية التي تعمل منذ عقدين بسياسة منافقة وبوجهين مختلفين، نجد الصحافة القطرية رغم كل ما استثمرته الحكومة القطرية فيها من مليارات الدولارات تقف عاجزة عن الرد بمهنية.
كنت أتمنى أن أَجِد في الصحافة القطرية ما ألتمس فيه العذر لخروج سياسة حكومتها عن الصف العربي والخليجي، ولكن كل ما وجدته يؤكد ارتماءها في أحضان جماعة الإخوان والمد الخميني الذي يحاول المساس بعروبتنا ووحدتنا بدعم ومساندة دولة شقيقة أحسنا الظن فيها طويلا.
كنت أتمنى أن أَجد في الصحافة القطرية من المهنية والاحترافية ما تدافع به عن سياسة حكومتها، حتى وإن كانت سياسة خاطئة، ولكن كل ما وجدته هو النزول إلى مستوى لغة مشاجرات الحمقى الشوارعية.
مثلما سجل التاريخ ليلة شق الحكومة القطرية للوحدة الخليجية والعربية والإسلامية وإعلان موالاتها للأعداء، سجل التاريخ أيضا ليلة سقوط الصحافة القطرية من قائمة الصحافة المهنية الاحترافية، وانحطاطها لمستوى الكتابات الجدرانية في الأزقة المظلمة.
فهد عريشي- الوطن السعودية-