صحيفة "الغارديان"-
كشفت صحيفة "الغارديان" عن هوية المستثمر الأجنبي في "إيفننغ ستاندرد"، التي تعتبر واحدة من أهم الصحف الصادرة في لندن، وهو رجل أعمال سعودي له علاقة مع مصرف حكومي.
ويذكر تقرير نشرته الصحيفة البريطانية مساء الاثنين، أن سلطان محمد أبو الجدايل اشترى ثلث أسهم الشركة التي تملك الصحيفة، من مالكها يفغيني ليبديدف، ابن أحد رجال الأعمال المقربين من الكرملين، بمبلغٍ قيمته 25 مليون جنيه إسترليني، نهاية العام الماضي.
وتفيد بأن متحدثاً باسم "إيفننغ ستاندرد" لم ينكر أن يكون أبو الجدايل هو الشخص الذي يقف وراء عملية الشراء، الذي تم من خلال شركة مسجلة في "كيمان أيلاندز"، بحسب ما ذكره موقع "عربي 21".
ويشير التقرير إلى أن تأكيد الاستثمار السعودي في واحدة من صحف لندن الرئيسة، التي يحررها وزير الخزانة السابق جورج أوزبورن، وتوزع يومياً 860 ألف نسخة مجانية، يأتي في وقت يتزايد فيه القلق بشأن الاستثمارات الشرق أوسطية المتزايدة في الوسائل الإعلامية البريطانية.
وتقول "الغارديان" إن السعودية تخوض مع حلفائها بدولة الإمارات منافسة مع جارتهما الخليجية قطر، من خلال إنفاق كميات كبيرة من الأموال على شركات الضغط والحملات الإعلامية في لندن وواشنطن.
ويلفت التقرير إلى أن الاستثمارات السعودية بوسائل الإعلام البريطانية أثارت المخاوف، في ضوء السجل الفقير للسعودية بمجال حقوق الإنسان وحرية الإعلام.
وتذكر الصحيفة أن أبو الجدايل اشترى قبل عامين ثلث أسهم صحيفة "الإندبندنت" التي يملكها ليبديدف، وبدأت الصحيفة بإصدار نسخة عربية باسم "إندبندنت عربية"، تعمل بناءً على قوانين الإعلام البريطاني، وتديرها شركة سعودية مقربة من العائلة المالكة.
وبحسب التقرير، فإن ليبديدف اهتم بحرب اليمن، ووضع صورة له على "إنستغرام" في أثناء مرافقته فريق "إيفننغ ستاندرد" إلى البلد، حيث ظهر مع مليشيا تدعمها السعودية، مشيراً إلى أن الزيارة أسفرت عن نشر تقرير مفصل عن الشرق الأوسط في الصحيفة.
وتشير الصحيفة إلى أن قليلين يعرفون أبو الجدايل، المصرفي السعودي المرتبط ببنك "إن سي بي كابيتال"، الذي تسيطر عليه الحكومة السعودية، لافتة إلى أنه لم يكن له أي حضور سابق بالإعلام البريطاني قبل استثماره في صحيفة "الإندبندنت" عام 2017.
ويذكر التقرير أن الأوراق الرسمية تكشف عن أول استثمار شخصي لأبو الجدايل، فقال إنَّ دعمه الصحيفة يهدف إلى نشر طبعات باللغتين العربية والأردية من "الإندبندنت"، مشيراً إلى أن الاستثمار الأخير له كان في شركة ليبديدف القابضة من خلال شركة مسجلة في "كيمان أيلاندز"، التي أدت إلى إخفاء دور السعودية، وأثارت تكهنات حول هوية المستثمر.
وتورد الصحيفة نقلاً عن متحدث باسم "إيفننغ ستاندرد"، قوله: إن "مجموعة ليبديدف القابضة المحدودة شركة خاصة، ولا تعلق على أسهم المالكين فيها".
ويشير التقرير إلى أن الاستثمار السعودي الأخير يرفع حجم الأسهم في مجموعة "ليبديدف" إلى 50 مليون جنيه إسترليني، وهو مبلغ كبير في صناعة الصحافة البريطانية التي تواجه مشكلات، لافتاً إلى أن عائلة ليبديدف اشترت "الإندبندنت" و"إيفننغ ستاندرد" بمبلغ مليون جنيه لكل منهما عامي 2009 و2010، ويقود العائلة ألكسندر ليبديدف، العميل السابق في "كي جي بي"، الذي أصبح رجل أعمال، وابنه يفغيني البالغ من العمر 38 عاماً.
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أنه رغم بقاء "إيفننغ ستاندرد" مؤثرة ولديها جمهور واسع في العاصمة لندن، فإنها تعاني مشكلات مالية بسبب تراجع الإعلانات، وسجَّلت في العام الماضي خسائر بعشرة ملايين جنيه إسترليني.