صحيفة "الغارديان" البريطانية- ترجمة منال حميد -
كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن مذكرة تشير إلى أن عدداً من موظفيها كان هدفاً لفريق الأمن السيبراني الذي كان يديره سعود القحطاني المستشار في الديوان الملكي السعودي، والمقرب من ولي العهد محمد بن سلمان.
وقالت الصحيفة إنها تلقت تحذيرات من إمكانية اختراقها واختراق حسابات البريد الإلكتروني للصحفيين العاملين فيها، والذين يحققون في مختلف الأزمات المتعلقة بالديوان الملكي السعودي.
وأشارت إلى أن قلقاً ساور إدارة الصحيفة من إمكانية حصول هذا الاختراق، وأن "مصدر هذا القلق هو تهديد محتمل من الرياض، ليتبين لاحقاً أن بالفعل هناك مذكرة سرية بتكليف فريق تقني اختراق خوادم الكمبيوتر الخاصة بالجريدة".
وأكدت الصحيفة أن الوثيقة وقَّع عليها القحطاني أحد أبرز مستشاري بن سلمان، والمتهم بالإشراف على عملية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية الرياض في إسطنبول، مطلع أكتوبر 2018.
وتقول الصحيفة إنها في الأسابيع التي تلت هذا التهديد، طالبت السلطاتِ السعودية مراراً وتكراراً، بالتعليق وتقديم بيان توضيحي حول الأمر، لكن الرياض رفضت ذلك.
وتشير إلى أن الدبلوماسيين السعوديين أقروا ذلك بجدية، لكنهم طرحوا أسئلة حول صحة الوثيقة، لافتة إلى أنهم طالبوا "الغارديان" بتسليمها، حتى يتمكنوا من "التحقيق في هذا الأمر بشكل أكمل".
وترى الصحيفة أنها أصبحت هدفاً للاختراق من قِبل فريق بن سلمان، بعد نشرها تقريراً في مارس الماضي، عن التوترات بين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وابنه المثير للجدل.
هذا التقرير، تقول الصحيفة، أثار جدلاً واسعاً في الشرق الأوسط، وأثار التكهنات بشأن ما إذا كان الملك سلمان يحاول أن يؤدي دوراً أكثر مركزية في قيادة السعودية خلال فترة مضطربة تسببت فيها أخطاء ابنه ومَن حوله.
وكشفت عن حثّ مراسلي الصحيفة على اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة، بعد محاولة عناصر في البلاط الملكي التعرف على الأفراد الذين ربما كانوا قد تحدثوا للصحيفة، مشيرة إلى أن مصدرها أبلغها أن "حماية أنفسكم ضرورية".
وتشير إلى أنها حصلت على مذكرة باللغة العربية تؤكد صحة ما قاله المصدر، وهي مؤرخة بـ7 مارس 2019 وموجهة إلى رؤساء الإدارات التكنولوجية والتقنية والفنية في مديرية الأمن السيبراني بمكتب بن سلمان، حيث تؤكد أهمية المعلومات الحساسة التي نشرتها الصحيفة وأن من الضروري تتبُّع مصادرها.
وجاء في الوثيقة التي قالت "الغارديان" إنها حصلت عليها: "بناءً على ما نُشر بالجريدة البريطانية، في عددها الصادر بتاريخ 6 مارس 2019، والذي يتضمن معلومات حساسة عن العلاقة بين خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو ولي العهد حفظه الله، وبسبب ما يشكله هذا من تهديدات أمنية جسيمة وما عرفناه مقدماً من وجود بعض التحركات ضد موقف سمو ولي العهد".
وتضيف المذكرة، بحسب الصحيفة: "لقد أجرينا تتبُّعاً أولياً لتسريبات الصحيفة، وقررنا أن لديهم نقطتي اتصال رئيستين في لندن وواشنطن. يبدو لنا أن هناك علاقة قوية بين الأفراد المذكورين أدناه ومصدر (أو مصادر) التسريبات".
وتكمل المذكرة: "بناءً على ذلك نفذ تغلغل خوادم صحيفة الغارديان وأولئك الذين عملوا على التقرير الذي نُشر، والتعامل مع القضية بسرية تامة، ثم أرسل إلينا جميع البيانات في أقرب وقت ممكن".
وتحدد المذكرة صحفيَّين من "الغارديان" هما المواطن البريطاني "نيك هوبكنز "، والأمريكي "ستيفاني كيرشغسنر".