جلال عارف- البيان- من فرط تدينها المزيف، حرصت جماعات الإرهاب أن تجعل من أيام رمضان وعيد الفطر المبارك موسما لاستباحة الدم الحرام، ولنشر الدمار في أقطار عربية وإسلامية عديدة!!
في اليمن كان الحوثيون وأنصار صالح ينتقمون من هزائمهم وتراجع عصاباتهم، بقصف المدنيين الأبرياء وتدمير الأحياء السكنية على مواطنين كل "جريمتهم" أنهم رفضوا تدمير وطنهم، ولم يستسلموا لعصابات الإرهاب المدعومة من قوى خارجية تريد نشر الفتنة المذهبية في الوطن العربي بأكمله.
في مصر أرادت عصابات الإرهاب الإخواني – الداعشي أن تقول إنها مازالت موجودة، فكانت النتيجة تظاهرات فاشلة وعمليات صبيانية داخل الوادي، ثم محاولات للثأر من الهزيمة المريرة التي يلقونها في سيناء كانت قوات الجيش لها بالمرصاد.
وفي السعودية تتواصل المواجهة مع هذا الإرهاب المنحط، وتنكشف المخططات لإثارة الفتنة الطائفية بتفجير المساجد.
وفي نفس الوقت كانت عصابات الإرهاب تضرب في الجانب الآخر من العالم العربي في الجزائر الشقيقة التي مازالت تحمل جراح سنوات طويلة من الحرب ضد الإرهاب الذي يرفع زورا وبهتانا راية الدين الحنيف، والتي بذلت جهودا هائلة لتضميد الجراح وتحقيق السلم المجتمعي وبدء صفحة جديدة من المصالحة الوطنية.. لكن ذلك كله لم يمنع الإرهاب من أن يطل من جديد، خاصة بعد أن كاد يستوطن في ليبيا، وبعد أن مد أنيابه السامة إلى تونس وإلى وسط القارة الأفريقية.
ثم تأتي المفاجأة من هذا التفجير الإجرامي الذي ضرب تركيا التي اتهمت "داعش" بارتكابه، حجم التفجير كبير، حيث راح ضحيته أكثر من ثلاثين بالإضافة إلى عشرات المصابين، لكن الخسارة لا تقف عند هذا الحد!! حيث يترك الحادث الإرهابي آثاره على العلاقات مع أكراد تركيا، ويفتح ملفات تحاول الحكومة التركية إبقاءها مغلقة بقدر الإمكان.. وهي الملفات المتعلقة بعصابات الإرهاب والتسهيلات التي نالوها لعبور الحدود التركية إلى سوريا (!!) ولعل أردوغان يدرك الآن صحة ما كان يقال له ولا يستمع إليه حول اللعب مع الثعابين الإرهابية.
وإذا أضفنا لذلك كله ما أعلنته أجهزة الأمن المعنية في أميركا والعديد من الدول الأوروبية عن اكتشاف خلايا نائمة، أو إحباط محاولات إرهابية، أو توقع الأسوأ في الأيام القادمة مع عودة الآلاف من مواطنيها الذين يشاركون مع عصابات الإرهاب في سوريا وليبيا وغيرهما.
مسيرة الارهاب متصلة بالإخوان وهويرتدي أقنعة عديدة، ويتخذ أسماء مختلفة ويرفع رايات متباينة.. لكنها جميعا تنبع من فكر واحد وتشرب من بئر التطرف والتكفير والخيانة منذ أكثر من ثمانين عاما وحتى الآن!! ولم تنتظر الإمارات سقوط "الإخوان" في مصر لكي تعلنهم جماعة إرهابية وتقدمهم للمحاكمة على تآمرهم وخيانتهم!! ولم تنتظر الإمارات لحظة واحدة بعد سقوط حكم الإخوان الفاشي في مصر، لتعلن (مع المملكة السعودية) موقفا تاريخيا لن ينساه شعب مصر ولا الأمة العربية. حيث لم تكتف الإمارات بتأييد ثورة شعب مصر في 30 يونيو، بل وضعت كل إمكانياتها لضرب المؤامرة على مصر، ولمساندة صمودها السياسي والاقتصادي والعسكري.
الرؤية المشتركة بين مصر والإمارات، كانت رفض محاولة حصر "الإرهاب" في داعش، وحصر ساحته في العراق فقط، كما أرادت واشنطن وهي تسعى لإقامة التحالف الدولي ضد الإرهاب.
وقد أثبتت الأيام صحة هذه الرؤية. وها هو الإرهاب الإخواني ـ الداعشي يتمدد في الوطن العربي وخارجه. ويضرب في تركيا التي مازالت تحتضن "الإخوان" والتي قدمت كل التسهيلات لجماعات إرهابية كان "أردوغان" يتصور أنها ستساعده في تحقيق مشروعاته الوهمية!! وها هو الإرهاب يتوغل في دول أوروبا وتصل بداياته إلى أميركا نفسها.. ليفرض على الجميع أن يراجعوا مواقفهم، وأن يتحسبوا للخطر، وأن يعترفوا بالخطأ الذي جعلهم ذات يوم يدعمون "الإخوان" باعتبارهم عنوانا للديمقراطية (!!) ويتركون داعش تتمدد وبحسبان أنها ستكون في خدمتهم (!!) ويصمتون على ما يفعله "الحوثيون" وحلفاؤهم في اليمن حتى لا يفسدوا الصفقة التي كانوا يعدونها مع طهران (!!) وحتى يشغلوا دول الخليج بما يجري على حدودها حيثما يرتبون الأوضاع في العراق وغيرها من دول المنطقة على حساب العرب.. ولمصلحة قوى إقليمية غير عربية، وتحت الهيمنة الغربية.
وكما أثبتت الأيام صحة الرؤية المشتركة المصرية ـ الإماراتية بصدد الإرهاب، فإن تطور الأحداث يثبت أيضا التوجه الأساسي الذي يؤكد أن مواجهة المخاطر الهائلة التي تهدد الوطن العربي لن تكون إلا مسؤولية العرب وحدهم.