عامر الفالح- الرأي- شعوب مهووسة بالتصنيف والتحريض والتأليب، وإعلام مساند لهوس التصنيف وشيوخ ومرجعيات دينية تقدم الفتاوى المعلبة لهذه الهواية وفي المقابل ضحايا لكل هذا الهوس غير الأخلاقي لهذه الظاهرة.
منذ الحرب الأفغانية وظهور الفصيل الطالباني على الواجهة بدأ الإعلام التحريضي والتصنيفي بوسم كل تيار ديني أو رمز ديني أو سياسي له مرجعيات دينية بـ «الطالبانية»، ثم برز فصيل «القاعدة» ومنظر التنظيم ومموله أسامة بن لادن فانتقل التصنيف إلى وسم كل تيارات ورموز معارضة لها مرجعيات دينية بأنها مدعومة من تنظيم القاعدة، بعدها برز التيار الأكثر شعبية في العالم الإسلامي وهو تيار الإخوان المسلمين ووصول أسماء له لرئاسات دول وحكومات وسقوط بعضها بثورات مضادة أدى ذلك لـ «شيطنة» كثير من التيارات ورموزها حتى ولو لم تكن تنتمي لها فكرياً أو تنظيمياً، ووسم هذه الرموز بالأخونة، واتهامها بالتآمر وإرهاب الشعوب بوجود خلايا وتنظيمات سرية تنتظر ساعات الصفر لانقلابات قادمة.
ثم انتهينا إلى أكثر التصنيفات شيطنة وإرهاباً هو اتهام هذه الرموز الدينية والتيارات الدينية ورؤساء وحكومات دول بـ «الدعشنة» وأنها تدعم التنظيم الدولي لـ «داعش» حتى أصبح وصف الداعشي على لسان كثير من الناس في بعض الدول العربية والخليجية وغيرها أيسر الطرق لإقصاء الخصوم والمخالفين والمعارضين وتحريض السلطات عليهم.
من السهل جداً اتهام الآخرين وتصنيفهم وتأليب الرأي العام ضدهم لا سيما إذا كانت وسائل إعلامية تتبنى هذه الشيطنة بتشويه للحقائق وفبركة الوثائق المرئية والمسموعة والمقروءة ويتلقاها المشاهد فيتكون هذا الانطباع المزيف والمغلوط بغرض الإقصاء والتشويه، فالوسيلة الإعلامية أصبحت وسيلة مسخ في الغالب لا وسيلة تربية ومصداقية.
نواب الأمة أصبحوا يتراشقون فيما بينهم بمثل هذه التصنيفات والبعض منهم يهاجم توزير لشخصيات بهذا التصنيف تارة بالطلبنة وتارة بالأخونة وتارة بـ «الدعشنة» ولا نعفي الطرف الآخر الذي يتهم الآخرين بـ «اللبرلة» والعلمنة وربما الإلحاد فكل هذه التصنيفات أمراض اجتماعية وهوس لا أخلاقي يدمر المجتمع لا بد على المشرع أن يدخل التعديلات في قانون نبذ الكراهية والوحدة الوطنية ليشملها التجريم.
براءة وحبس وإبعاد لأفراد «خلية والي داعش»