تعتبر خلافات الدول الحدودية من أهم وأعقد المنازعات الدولية، وقد كانت ولا تزال مصدراً رئيسياً للنزاعات بين الدول، وتشكل بؤرة توتر في العلاقات بينها، وهي مشكلة عامة تتعلق بسيادة كل دولة مع غيرها من الدول المجاورة.
لقد مرت الحدود السياسية التي تشكل فواصل بين أقاليم الدول المتجاورة بعدة مراحل سبقت نشوء الدولة بمفهومها الحديث. وكان لنشأة الدولة الحديثة بعناصرها الأساسية من شعب وإقليم وسلطة سياسية من ناحية، وتداخل العلاقات بين الدول وسهولة الاتصال فيما بينها من ناحية أخرى، أثر في اهتمام الدول بضرورة التوصل إلى تحديد دقيق وكامل للحيز المكاني الذي يحق لكل منها أن تمارس عليه سيادتها.