فيصل الحيدري – مكة نيوز- عدت دراسة أجرتها حملة السكينة التابعة لوزارة الشؤون الإسلامية، شخصية الانتحاري الأكثر تعقيدا وصعوبة في التعرف عليها، وأن أبرز الخطوات التي يتم بها تهيئة الانتحاري لتنفيذ أي عملية إرهابية جعله قادرا على التمثيل والتلبس بشخصيات وهيئات أخرى.
وأوضحت أن المراحل الأولية لولادة الانتحاري تبدأ من خلال الشعور بالضياع، والإحباط وضعف القيمة في محيطه المتعايش معه، فيلجأ إلى الماضي وإلى العدم، متأثرا بقراءة كتب تقدم تفسيرات خاطئة للدين، وغالبيتهم نفخت فيهم الأناشيد الحماسية، ويسعى للانعزال، فتلتقطه التنظيمات المتطرفة، وتغرس في عقله فكرة البطل المنتظر، ومن هنا تبدأ مرحلة البحث عن الذات، وهاجس "البطولة" يلاحقه بأنه سيكون رمزا يسطر التاريخ اسمه.
وأبانت الدراسة أن معلمي ومجندي الانتحاري يشعرونه أنه ذو أهمية، فيتقوقع داخل تنظيمه الذي أشبع لديه رحلة البحث عن الذات، ومن ثم يبدأ في تكفير المجتمع والسعي للانتقام، مستغلين بذلك عقده المرضية وإيهامه بأنه مظلوم، وأن الحكومات التي يصفونها بالكافرة ومن يعاونها تسعى لهدم الدين واضطهاده، تمهيدا لإقناع الإرهابي بأنه يدافع عن ذاته ودينه بقتاله للمجتمع والأنظمة، فيقتل ويفجر دون أي ندم، فبؤرة العاطفة في عقله وفق العلماء تقتل ولا تعمل نهائيا.
ولفتت إلى أن الانتحاري يسعى لتحقيق مصلحته أو مصلحة تنظيمه، وهنا يندرج ما يروج له عن (نعيم الجنة) الذي ينتظره، وإن كان ذلك بتفجير جسده والعبور على أجساد الآخرين.
6 مراحل
- شعور بالضياع والاضطهاد والفشل
- انعزال وتأثر بتفسيرات خاطئة
- مرحلة البحث عن الذات وهاجس البطولة
- تلتقطه تنظيمات وتغرس في عقله فكرة البطل
- يبدأ في تكفير المجتمع والانتقام
- تتوقف عاطفته فيفجر نفسه
عوامل صناعة الشخصية الانتحارية
1 - العنف الجسدي والجنسي والنفسي الذي تعرض له
2 - طباعه وسلوكه وعلاقته بالآخرين كعلاقاته بأسرته وأقرانه
3 - النظرة المتطرفة للمجتمع والتكفير لذلك المجتمع والهجرة والعزلة عنه
2006-2015
تحليل 20 فيديو لانتحاريين لفهم عقلية ونفسية الانتحاري
10 فيديوهات لتنظيم القاعدة، و 10 فيديوهات لتنظيم داعش
تظهر صفات مشتركة على الانتحاريين أهمها:
1 - شخصية مشحونة بكمية هائلة من الحقد ضد الآخر الذي يتوعده
2 - شخصية موهومة بالقوة والبطولة
3 - شخصية مهتمة بالشكل (اللباس والخلفيات) ومهتمة بنظرات الحاضرين معه
4 - شخصية مفرغة من المعاني الشرعية والأخلاقية فعباراتهم مليئة بالتهديد والوعيد
5 - لا يحاولون تبرير عمليتهم بقدر ما يحاولون إظهار أمنياتهم بأنهم للجنة وللحور العين
6 - انتقاصه من الآخرين حتى ممن هم في جماعته أو على منهجه الباطل
7 - ارتفاع منسوب " الأنا "ومحبة الذات فيكثرون من التعابير الشخصية الذاتية
8 - 15 انتحاريا من الفئة المختارة كان دافعهم انتقاميا وليس هدفا فكريا أو دينيا
9 - أغلبهم ما بين 26 و 18 سنة
10 - تعليمهم منخفض وأدوارهم في التنظيم هامشية
كما ظهرت مجموعة فروقات بين أتباع التنظيمين أهمها
1 - أتباع القاعدة يبدون أكثر هدوءا وثقة فيما يبدو أتباع داعش أكثر اضطرابا
2 - النزعة الانتقامية أكثر وضوحا لدى أتباع داعش
3 - الانتماء للتنظيم وللجماعة أكثر وضوحا لدى أتباع القاعدة