خالد عبدالعزيز السعد- السياسة- كثيرا ما كتبنا, ونبهنا انه كلما أتى الصيف بلواهبه من كل عام وانتهى العام الدراسي اقفلت المدارس, والمعاهد, والجامعة الوحيدة الممنوع فيها البحث والاختلاط أبوابها, وانغلقت معها العقول, وانهالت على هذا المرفق المهم والخطير اتربة الكسل والبلادة, وتفشي الاهمال, والتسبب حتى ليبدوا مشهد التعليم في الكويت كئيبا واكثر بؤسا وظلاما, وخواء من العام الذي سبقه فيرحل بمآسيه, وتخلفه وفراغه وضلاله, وهنا تتضح الصورة جلية للتعليم ولواقعه المرير بعيدا عن اعين الكاميرات الخادعة والمهرجانات المزيفة, وتنكشف افعال وشناعة اعمال بعض القيادات التي اتى بها الزمن الرديء, والقرارات الحكومية المرتجلة التي نريدها ان تكشف زيف هذه الفئة لا ان تغطيها.
فالصيف في الكويت, وعطلته الصيفية الطويلة للمدارس والمعاهد, والجامعة, وفي هذه السنة ستكون الجريمة كاملة بحق ابنائنا وبناتنا في زيادة جرعة التخريب التي دبرتها جماعات التخلف والجهل, والتأسلم السياسي الظلامي للدراسة وتحميلهم اعباء تخبط هذه الفئة التي تريد فرض جبريتها على الناس وعلى الوزارة الراضخة اصلا لادعاءاتهم وفتاواهم الممجوجة, والمضللة, والخادعة, وتأكيد مدى الاستخفاف واحتقار العمل لتتلقفها تلك القيادات الانتهازية في وزارة التربية والتعليم والتي وصلت مراكز القيادة لا بسبب الكفاءة, والتفاني في العمل, بل بتلك الطرق الملتوية وعربة الوصولية, والانتماءات الحزبية الظلامية الجاهلة والتعصب القبلي والعشائري مضافة اليها اوبئة الفساد المتعدد الرؤوس والاشكال, وهنا تصبح الوزارة في حالة استقالة تامة من العمل او من جراء التقويم والمراجعات, وتحليل الاداء والتحضير المتناسق للعام القادم فهذا لا يهم, ولا يهمها معرفة مكامن الاخطاء ولا ما يعتري التعليم من احوال مزرية يئن فيها تحت كوابح سياسية ودينية محرفة وايديولوجية متحجرة ونظم ادارية مهترئة لا تقتل التعليم وحده, وانما تفتك بالامل في امكانية معرفة مكامن العطب, والاهتراء فتوجه البوصلة نحو التحديث والتجديد واحترام انسانية الطالب وتوقه الى المعرفة وكانت صحافتنا تؤشر على أوجه القصور وتفضح الممارسات الخاطئة, والمكررة في كل عام من فقدان الادوات التي يحتاجها الطالب بشتى انواع النقص الصارخ للمعلمين والمعلمات, والكتب هذا غير الاختراق الذي تمارسه جمعيات التأسلم السياسي, وعبثها في المناهج, والبيئة المدرسية وفرض ارائها المتعصبة وتزويد البراءة وتزييف العلم, واشاعة لغة الارتكان الى غير ذلك من تخريب للمناهج, وتخريب مستقبل ابنائنا, وبناتنا وابادة عقولهم المتشوقة للتعليم العصري.
فالعطلة الصيفية, للأسف تلقي الضوء على تلك الممارسات من القيادات الاخوانجية الانتهازية, والمتسلقة التي لا يهمها تكرار مهازل التعليم المتهالك ونواقصه, في كل عام دراسي جديد فهم محترفون في فن التملص من المسؤولية وقدرتهم على افراز ارائهم وتأويلاتهم وتحريفاتهم في مناهج اللغة العربية والتربية الاسلامية معطوفة على كراهيتهم للعلم, وللفكر, وللغة العصر بما يعمي البصيرة ويطيح بالقدرة التي يمتلكها شبابنا وشاباتنا من المعرفة العلمية, وحبهم للعلم ولغة الحوار والتسامح طيلة عقود من الزمن المعطل, ونشر أوبئة المناهج العقيمة المعتمدة على طمس العقل واشاعة اسلوب السمع والطاعة, حتى اوصلت الكويت لان تكون آخر دولة في العالم في مادة الرياضيات, وفي العلوم الاخرى, هذا غير الادارة المدرسية والجامعية المتردية,
فما يحتاجه التعليم في بلدنا هو اعادة النظر في هذه العقلية العقيمة والتي تعج بالمغالطات والعزف الفوضوي على كل مخرجات التعليم بلا ستراتيجية وبلا اي برنامج ينقذ ابناءنا من هذه الظروف السيئة كي يصبح السوي شاذا والشاذ هو القاعدة لان لهم مهارة القفز من مكان الى اخر كمهارة القردة التي تقفز من النقيض الى النقيض فالعطلة الصيفية هي المساحة الزمنية التي يعملون فيها بكل دأب وتدمير الوقت وصناعة الخرافات والتضليل وادخال التعليم الى مناهج الشقاء والبلادة العقلية وحرف التعليم عن المعارف الحقيقية والعلمية والادبية بوسائلهم التي يتفننون في اخراجها ,حرف البوصلة التعليمية الى قشور المعرفة والتربية والانتماء للوطن وحاجاته وطموحاته في النهضة -والتقدم.