محمد بن إبراهيم الشيباني- القبس- الإسلام وأثره في وقاية المجتمع لا أحد يجادل فيه أو يعترض عليه، فقد عاش هذا المجتمع قبل الغزو العراقي للكويت وبعده فترة من الزمن بشكل عام الطهر والصفاء واللاعنف والوسطية، إلا من غوغاء كانوا يريدون نشر الأفكار غير السوية بحجة الانفتاح ودفع الانغلاق الذي، بزعمهم، أحدثته الجماعات أو الدعوة الإسلامية، وكما تدين تدان، أي كما أراد أولئك لمجتمعنا أن يكون من الانفتاح غير المحمود، واستبدلوا الصفاء بالتعكير، والطهر بغيره، واللاعنف إلى العنف، والوسطية إلى الشر الذي نراه اليوم من حركات شبابية مدمرة، سواء إرهابية أو متعاطية للسموم والمخدرات أو غيرها، فما يحدث اليوم لأجيالنا هو نتاج نشر أفكارهم المدمرة.
هذا ما أراده الانفتاحيون لمجتمعنا، فكانت نتائجه هذه، هم يحاولون أن يتنصلوا اليوم من مسؤولية مطالباتهم التي ما زالت من إغلاق كلية الشريعة وتحجيم دور المسجد وتقزيم دور الدعاة الربانيين المخلصين واتهاماتهم الشمولية من دون إنصاف لعامتهم دون خاصتهم المدانة، بل يرون أن عامة الدعاة والمبشرين بالخير والنور متهمون ووضعوا أنفسهم في مصاف الملائكة المبرئين من أي إثم وخطيئة وخيانة.
هذه هي الغوغاء التي وضعت نفسها المرفوضة من المجتمع بأن تقوم نيابة عن الأمة تتكلم باسمها وتصنف أهل الطاعة والإيمان والدعوة بالحكمة ضمن الإرهابيين المكفرين للمجتمعات الإسلامية وغيرها.
لا أقول لهؤلاء إلا كما قال يعقوب لأولاده «فَصَبْرٌ جَم.يلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَص.فُونَ»، سينجلي كل هذا الران والغش والغبش «فَأَمَّا الزبد فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ الناس فَيَمْكُثُ ف.ي الأرْض.». حيث سيرجع كل ذي لب من المسؤولين وغيرهم للالتقاء بالشباب وتبصيرهم بهذا الدين ودعاته الكرام وحاجتهم إليهم وبالرجوع إلى المسجد مرة أخرى وإعماره وإلى الأماكن العامة وإرشاد الناس إلى رحابة دينهم وسعة رحمة ربهم وكرمه بهم وللتائبين منهم.. ولا يتأتى ذلك إلا بالفهم القويم، أي لن يصلح شأن الشباب ويقيهم شرَّ الموبقات والتدمير من أعداء الملة والإنسانية إلا أخذُ الإسلام من منهله الواضح الذي لا غموض فيه أو عنت وتعصب وتحقير للآخر فالإسلام كفل للجميع حقهم في الحياة والوسائل المؤدية إلى ذلك.