عبدالله خلف- القبس- في سنة 1963 صدرت رغبة أميرية من الديوان الأميري لجعل يوم عاشوراء عطلة رسمية، فعقد لقاء في الإذاعة مع الأستاذ عبدالعزيز جعفر والأستاذ حمد المؤمن والشيخ عبدالله النوري، رحمهم الله، وطلب مني المشاركة كوني مسؤولاً عن البرامج والأحاديث الدينية والأدبية في الإذاعة ذلك الوقت، على أن يعلن الخبر في الإذاعة عند استقطاب الآراء المسؤولة.
واقترح علينا الشيخ عبدالله النوري أن نستقطب رأي الشيخ العلامة يوسف بن عيسى القناعي، فارتبطنا بموعد معه في ديوانه بالسالمية، فعرضنا عليه الأمر، فقال سماحته إن الفكر الديني الشيعي لا يستقل إلا إذا تولى أمر قيادة المنابر والمساجد كويتيون مؤهلون، وينالون ثقة رواد هذه المنابر، وقال لنا الشيخ: المذاهب أقيمت لاتباع الأيسر من الأمور وهي المذاهب الخمسة. الله واحد، والنبي واحد، وبيت الله واحد، والقرآن واحد.
وقال لم نسمع في تاريخ الكويت أن سفينة اختلف بحارتها وهم يجوبون أعالي البحار على مسألة دينية.
الهلال الذي يطل من سماء الوطن هو الفيصل، لا رجال الدين الوافدين. ولا يجوز أن تؤخر جماعة صومها أو إفطارها حتى يأتيها الخبر من خارج بلادها.
على المسلم أن يتبع في صيامه وإفطاره إعلان البلد الذي هو فيه إن كان في الهند أو في أي بلد أوروبي، وعدم مشاركة أهل البلد صيامهم وإفطارهم فذلك خلاف للدين، وكيف إذا كان هؤلاء من الرعية وأبناء هذا الوطن.
وقال الشيخ: كنا نشارك المسلمين أثناء اغترابنا ولا نتقيد ببلادنا.وعلى كل مسلم في بلادنا أن يتقيد بإعلان الدولة لدخول شهر رمضان أو شوال أو رؤية هلال شهر محرم لمعرفة العاشر منه.
أما اتباع هلال الدول الأخرى فهذا أمر مخالف للشرع، ولا تفسير له غير الجهل والتخلف الفكري، وعند اتباعهم لدولة خارجية يدخل الوقت حتى يفضحهم الهلال في عصر اليوم التالي، وفي الطرف الآخر كان افراد جماعة من المتشددين ينظرون إلى أهل الكويت سنة وشيعة انهم خارجون عن ملة الإسلام، فهددوا كما تروي كتب التاريخ الوجود الكويتي عدة مرات بحروب عديدة للقضاء على الكيان السياسي.
هذه النوعية أخذت تتغلغل في بعض المنابر والمعاهد العلمية وفي أجهزة الدولة لايستهدفون مذهبا بل دولة بأسرها، كما هو حادث من دمار في دول عربية.