د. عالي سرحان القرشي- الرياض- أعنون مقالي بهذا العنوان ليس لرغبة فقط في الاختلاف عن الشعار السائد (معاً ضد الإرهاب)، وإنما محاولة صادقة لنكون معا ضد الفكر الإرهابي في تحولاته الخطرة، بعد أن وقفنا على توحشه حولنا، وراعنا توحشه في جوامعنا، وضد رجال أمننا، من شباب صغار السن تم خطف عقولهم من قبل فكر متطرف كان يغشنا بعناوين (الصحوة)، و(الالتزام) فمضى بعضهم مع المتوحشين خارج البلاد، وبقي بعضهم يفجعنا في قراباته التي غادر برها وصلة رحمها والجهاد في ذلك إلى التوحش الأعمى الذي يجتث وجودها، ولستُ أنا الذي أطلق على ذلك التوحش وإن كان ذلك ظاهرا في الخروج على الإنسانية التي أوجدها الله لتتعارف وتتآخى، وفي الخروج على الدين والتنصل من حبله المتين الذي أمرنا الله في إسلامنا بأن نعتصم به ولا نتفرق، وأن نعترف بنعمته عز وجل حين جعلنا بهذا إخوانا بعد إذ كنا أعداء قبله، وكنا كما قال خالقنا عز وجل (وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها) فهل ياترى نقابل رحمة خالقنا ب(التوحش) فنقتل الآمنين الركع السجود الذين يتبوؤون نعمة الله طلبا لرحمته وغفرانه وابتغاء مرضاته؟ ونقتل أحد من ربيانا صغارا؟! يا لها من فجائع في هذا التوحش الذي أخرجنا منه الإسلام وأعادنا له هؤلاء الأعداء تبا لهم ولما يمكرون، ثم أرادوا أن يفرضوا قوانينهم على من يعيثون بهم، ولم يترددوا على أن يقيموا قوانينهم التوحشية ويصدر أحدهم كتابا بعنوان (إدارة التوحش) يشرح لهؤلاء المغدور بهم ثم الغادرين فيما بعد كيف يفعلون فيما بعد في البلاد المنكوبة بهم، لكن ما يعزي النفس ويثلج الصدر أننا تحت وعد الله عز وجل ألا يردنا لتوحش أنقذنا منه وفي ظلال إتمام نوره عز وجل، فهنيئا لنا بهذا الوعد الإلهي الكريم، وهنيئا لنا بهذه اليد التي التفت على ذاتها قيادة وشعبا معزين، ومكلومين، مفكرين وعلماء؛ لنكون ضد هذا التوحش البغيض، وأمامه ليست هناك متعاليات على المراجعة والتقويم والمتابعة الحازمة في المناهج الدراسية، وفي طرائق التعليم، وتوجيه أنشطة الشباب، وطرائق المناصحة، وتتبع منابع الفكر الضال، وقد شهدتُ معكم في الأيام الماضية حديثا لقيادات تربوية وإعلامية عن ذلك في برامج إعلامية من مثل برنامج (الحدث) على القناة السعودية، وبرنامج (مرايا) على القناة العربية، لنراجع مراجعة حازمة كل ذلك، لنبق في نعمة الطهر والنور، والرحمة في إسلامنا، ونصبح فعلا (يدا واحدة ضد التوحش)!؟ ومنه نستمد العون والتوفيق، والتأييد.