د. تركي العازمي – الرأي- نتابع الأخبار من حولنا... دول شعوبها تبحث عن مستقبلها والنيران تأكل الأخضرواليابس.. فهم يواجهون الفساد بأشخاص محددة هويتهم، وأماكن تواجدهم، ويتأرجحون بين هذا وذاك حسب الأجندة الدولية وفي انتظار الفرج من رب العباد.
بين مستقبلنا ومستقبلهم طبيعة اجتماعية فطرية عززت وحدتنا، واحتفظت بها وإن كانت ما زالت تبحث عن مستقبلها الإصلاحي بينما الحال مغايرة لديهم.
عندهم أحزاب وفئات ومجاميع سمحت بإراقة الدماء، وهو أخطر بكثير من أي أمر آخر وقد حذرنا المولى عز شأنه من خطورة قتل النفس بغير حق ناهيك عن الخروج على ولي الأمر الذي تساهلوا فيه كمنهج متبع... ونحن ولله الحمد متماسكون على الرغم مما يشاع وينشر حول مناظر الفساد التي وصلت إلى حد «نشاط الكرة»، كما أشرنا في مقال سابق وهذا الفضل يعود بعد الله إلى تماسك فئات ومكونات المجتمع الكويتي.
«كيكتنا» تختلف عن كيكتهم... فنحن مجتمع مسالم و«شبعان» لله الحمد والمنة و«الكيكة» تعد من «المقبلات»، وإذا وجدت الوجبة الرئيسية فنحن في غنى عنها، وهذا لا يمنع من متابعة من «يقطم» من «الكيكة» بغير وجه حق، وزد على هذا إن العقلاء كثر، وإن كان نادرا ما تسمع أراءهم فهم هنا بيننا ولو لاحظنا كثرة «التحلطم» في السنوات الأخيرة من تفشي الفساد الذي بلغ حداً مزعجاً للبسطاء لاقتراب رموز الفساد إلى بعض مكونات وجبتهم الرئيسية فسنظل في انتظار المستقبل الذي يقتلع كل أوجه الفساد لتستمر الكويت واحة أمن وآمان، وبسطاؤها في رخاء وسارقو «الكيك» خلف القضبان إن شاء الله!
والمميز هنا أننا وإن حاولوا التفريق بيننا... فستجدنا نعود أكثر تماسكاً ولو خسرنا بعض المواقف وتنازلنا عن بعضها الآخر رأفة بالبلد والعباد... فالوطن في عيون الكل بحاجة لمن يرعاه ويطهره من رموز الفساد وما علينا إلا البلاغ والله عليم بأمور العباد.
مما تقدم٬ ينبغي علينا أن نشكر الله على نعمة الأمن والأمان وألا نسمح لرموز الفساد بأن تمضي في تدميرها للمال العام وتكون سبباً في غضب الله علينا وهنا نذكر بقول المولى عز شأنه في محكم تنزيله «وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا..»!
لا نرغب في أي تبرير وتحت أي سبب من الأسباب لما يحصل من اتساع بقعة الفساد دون وجود فاسد؟
الجميع وصل مرحلة من الإحباط... فمع زيادة الفساد وتعدد أشكاله وعدم محاسبة فاسد واحد٬ نجد الوضع على حالة السكون «Silent» ولم يتحرك العقلاء لإنقاذ المجتمع من آفة الفساد.
وهذا السكون يصاحبه تساؤل مستحق من كل مواطن شريف: متى يتم القبض على رموز الفساد... ولو واحد؟
هذا المقال وغيره يكتب من قلب محب يتمنى من المولى عز شأنه أن يحفظنا ويحفظ الجميع من كل مكروه وأن يرزقنا نعمة الأمن والأمان ويجلب لنا حالة إصلاحية تتطابق مع توقعات المواطن البسيط... والله المستعان!