عبد الله منور الجميلي- المدينة- (وامصيبتاه.. ابننا داعشي)!! (الأســرة الصغيرة) هي الحاضنة الأولى للناشئة، وجهودها في تربيتهم، وغَــرس العقيدة الصحيحة في نفوسهم تمنحهم الحصانة الفكرية الراسخة، التي تضبط مسارهم، رغم ما قَــد يعترض طريقهم من محاولات وإغراءات تستميلهم لهذا الفِــكر أو ذاك!!
وواقعنا اليوم الذي أفَــرز لنا (شباباً صغاراً) بعضهم لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره وقَــد اعتنقوا (فكر التطرف والإرهاب)، يضع علامات استفهام على دور الأُسْــرة في احتضان وتوجيه أبنائها.
فطائفة منِ الأُسَـــر (الـيوم) قَــد انشغلت بمشاكلها الاقتصادية، والبحث عن لقمة العيش، التي من أجلها تسابق الزمن وتستهلكه عن رعاية ومتابعة أبنائها!
وأخــرى أصبح لـكل فَــرد منها عَـالَـمَـهُ الافتراضي الإلكتروني الخاص (يحلِّـقُ فيه بعيداً عن محيطه الاجتماعي) بِـمَـن فيهم الأب والأم، اللذان يصبحان ويمسيان في مطاردة مواقع وبرامج التواصل الحديثة، وما تنطق به كلّ ساعة بل ودقيقة!!
بينما فلذات الأكباد الذين يعانون من الفراغ، وغياب التوجيه يُـبْـحِــرُون في فضاء الإنترنت داخَــل الــغُــرف المظلمة، والأبواب المغلقة!
ولأنّ عقولهم فَـقَـدتْ الحصانة، فمازالت سهلة التشكيل والانقياد يُــصبحـون صَـيْـداً مُـتَـاحَـاً وسهلاً، يتجاذبهم قَـادة الشّـهــوات المحرمة، والأيدلوجيات الـضـالّـة، في غفلة من الآباء، الذين لايُـفيقون منها إلا وقَــد انحرف أحد أبنائهم، ترتفع بعدها أصواتهم: (وامصيبتاه ابنُـنـا داعِـشِــي)، حينها لن تنفعهم أو تحمي مجتمعهم تَـرْدِيْــد عبارة (ابـنـنـا مُـغَــرّر به)، وقَـد يِـصــل الأمر بذلك الابن الضَّـال أن يـتقرب إلى الله - بــزعمه - بتفجير مسجد أو بِـقَـتْـل أحَـد أبويه أو كليهما!
ياجماعة (نحن في خطر) من تلك الأفكار المنحرفة، في ظلّ غفلتنا وبراعة مَـن يُـسَــوِّق لها، ببعض الشبهات، والوعد الكاذب بالانتصارات والبطولات، والمعركة مع أولئك مهمتنا جميعاً؛ وبما أن (الأُسْــَـرة) هي خَــط الـدّفاع الأول، فأين دور المؤسسات الدينية والتربوية والاجتماعية والإعلامية في إيقاظها مِــن سـبَـاتها؛ لتمارس رسالتها في تحصين أبنائها، وفَــرْض الأمن الفكري، فوالله إنّ قيامها بواجبها خَـيرٌ من ألف مؤتمر وندوة، توصياتهما تظلّ حبيسة الأوراق!!