تواصل » صحف ومجلات

ليس بالإرهاب يتم الدفاع عن الإسلام

في 2015/08/26

عبدالعزيز خريبط- الشاهد- العنف الذي تتجدد صوره ومشاهده في كثير من المواقع بالغرب والشرق ليست صورا مشرقة لمدعي الدفاع عن الإسلام، فالمواجهة والرد من المفترض أن تلامس العقل والاتزان وضبط النفس لا الشعور بتلفظ الأنفاس وسرعة دقات القلب وارتفاع ضغط الدم وحالة من الصرع والهلع الذي يقود إلى الجنون بدعوى الجهل والإرهاب لارتكاب الجرائم التي وضعت كل مسلم في خانة المتهم المدان حتى يثبت عكس ذلك.

ومهما كانت الإساءات التي تصدر بأشكال وأنواع وأنماط متعددة لتعدد وسائل التعبير لدى الغرب بمفهوم الحريات, لا يحتمل الرد أن يكون أكثر اندفاعا وأكبر من الفعل نفسه بحجة الدفاع عن الإسلام بكل الجوارح التي  فهمها البعض بقصد أو غير قصد إلى التعدي على الآخرين بنشر الإرهاب وارتكاب الجرائم والتمثيل بالذبح والقتل كنوع من الردع وكوسيلة متفق عليها لدى الجماعات الإرهابية .

وقد حدد الغرب هوية الإرهابي التي تأخذ قالب وطابع صورة المسلم, فهو المتهم الوحيد التي ثبتت جرائمه, كونه لا يجيد أداة للتعبير عن الرأي أو الرفض ومع تعدد الاختيارات المتاحة إلا بالإرهاب وهي القضية الدولية.

والتي سببها مدعو الإسلام, وقد فسر البعض هذا العداء المصطنع من الغرب على إنها مؤامرة أجنبية للنيل من الإسلام في الوقت نفسه نجد أن أدوات العمل هم عرب ومسلمون خرجوا عن العالم بفكر مغاير لطبيعة المسلم, فالفهم الخاطئ للفكر الديني الموجه لخدمة المصالح والبعيد عن الدين هو السبب الرئيسي لكل هذه القضايا العالقة والشائكة.

فقد أنتج الفكر الإرهابي تنظيمات جماعية، إرهابيون يعيشون في شتى المجتمعات، قنابل موقوتة في أي لحظة تنفجر وتلحق الضرر بالآخرين وبالمكان لمجرد الاختلاف بالرأي أو سماع فتوى من هنا وهناك تدعو إلى الإرهاب والقتل و يكون ذلك بلا تتردد ولا تفكير مخلفين من ورائهم آثارا لا تمحى من الذاكرة.

فالمراجعة وإعادة النظر على الفكر والخطاب الديني أمر يفرض نفسه بلا مقدمات، فهناك الكثير من القضايا والمسائل والأسئلة وخاصة التي فيها اختلاف بين الأديان والمذاهب  تثار بين الحين والآخر، ولا توجد هناك إجابة مقنعة أو رؤية واضحة تحمل المسؤولية والاهتمام وتبين الموقف المناسب أو ردة الفعل التي يغلب عليها الفهم والوعي، ومن خلالهما تبنى قاعدة التسامح والتعايش بسلام في المجتمع والعالم.