عبد الله منور الجميلي- المدينة- أسيرة الورق لن تحارب داعش!! بعد (تفجير مسجد قوات طوارئ عسير) الذي تبنته (دَاعِــش)، وراح ضحيته مجموعة من المُصلين الأبرياء، عَـقِــب تلك الحادثة التي سبقتها عدة جرائم استهدفت الـعُـبّــاد في بيوت الله، والتي أكدت على تَـحَــوّل نوعي في فكر الإرهاب والتطرف، وقدرته على استغلال عقول بعض شبابنا، ارتفعت الأصوات من بعض الزملاء، ومنهم (أستاذي جمال بَـنون المحلل والكاتب في صحيفة الحياة) تُـنَـادي بمؤتمر لدراسة كيفية مواجهة (فكِـر داعِـش)، والخروج من دائرة ذلك الخطر!!

ومع إيماني بوطنية أولئك الأعزاء وعلى رأسهم (أستاذي جمال)، وحرصهم على خدمة وطنهم ومجتمعهم، والبحث عن وسائل لمحاربة الفكر الضال؛ إلا أني ومن خلال خبرة عريضة في مثل تلك المؤتمرات مشاركاً في تنظيمها، أو حاضراً لفعاليات الكثير منها، وجدتُ بأنّ أغلبها تَـقِـف جهوده وفَـاعِـليَــته عند حدود إعلان توصياته، التي تبقى للأسف أسيرة للـورق ووسائل الإعلام، دون أية خطوات عملية لتنفيذها على أرض الواقع!!

وفي هذا الميدان أذكر تجربة حاولت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تطبيقها بدعم من معالي مديرها الأسبق (الأستاذ الدكتور محمد بن علي العقلا)، حيث حاولتْ تَـفْـعِـيْـل توصيات مؤتمرها العالمي الأول لمكافحة الإرهاب، الذي جاء تحت عنوان (الإرهاب بين تطرف الفكر، وفكر التطرف)، وعُـقِــد في شهر مارس من عام 2010م!

فبعد نهاية المؤتمر اقترحتْ الجامعةُ لجنة عليا أعضاؤها من وكلاء الوزارات والمؤسسات المدنية المعنية بالتوصيات كـ (التربية والتعليم - في ذلك الحِـيْــن - والتعليم العالي، والشؤون الإسلامية والثقافة والإعلام، ورعاية الشباب، وغيرها من المؤسسات)، ولكن لم يتم التجاوب مع تلك المحاولة أو متابعتها (لأسباب أجهلها).

وهنا أؤكد لاتنقصنا (أبداً) المؤتمرات ولا الدراسات التي عُـنِـيَــت بفكر التطرف، فهي كثيرة جداً، وقد قامت بها الجامعات والكراسي العلمية المتخصصة، ولكن ما ينقصنا التنسيق بين الجهات المعنية، والتطبيق الـجَــاد لمخرجَـاتها، من خلال برامج عملية تفاعلية؛ فَـمَــن يُـعَـلّـق الجَــرسَ، ويعمل على جمع تلك المُـخْـرجَـات والتوصيات، ويسعى في تفعيلها وتطبيقها؟!