تواصل » صحف ومجلات

تعديل المناهج

في 2015/08/27

عبدالعزيز بوطيبان - الشاهد- قال الامام ابن الحاج المالكي في المدخل بعد أن ذكر صفة زيارة القبور عموما ولفظه فإن كان الميت المزار ممن ترجى بركته فيتوسل الى الله تعالى به إلى ان قال: فمن اراد حاجة فليذهب اليهم ويتوسل بهم . قال: أبن قدامة الحنبلي في  المغني  في كيفية الزيارة: تأتي القبر فتقول: السلام عليك يانبي الله، إلى أن يقول ويقرأ قوله تعالى «ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك. وقد أتيتك مستغفراً من ذنوبي مستشفعاً بك إلى ربي» 3/590  وقال أيضاً: ويستحب الدفن في المقبرة التي يكثر فيها الصالحون والشهداء لتناله بركتهم  2/193.قال: الامام النووي في الاذكار  باب ما يقول زائر القبور  يستحب للزائر الاكثار من قراءة القرآن والدعاء، ويستحب الاكثار من الزيارة، وان يكثر الوقوف عند قبور اهل الخير والفضل.1.هـ وقال في شرحه على صحيح مسلم  ومنها التبرك بالصالحين وآثارهم والصلاة في المواضع التي صلوا بها وطلب التبريك منهم   5/161  إذا فهذه أقوال فقهاء المذاهب وجمهور العلماء المعول عليها في هذه المسائل وهي تدل على مشروعية قصد الزيارة لقبر النبي صلٌى الله عليه وسلم وقبور الصالحين والتبرك والتوسل بهم الى الله عز وجل لقضاء حوائجهم بإذنه تعالى وارادته لا شريك له، مع مراعاة الضوابط والاداب كما هو مقرر في محله، وليس كفرا او شركا او حراما كما هو مقرر في منهج التربية الاسلامية. وقد اخذ قطاع الافتاء بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية بالكويت، بقول جمهور العلماء على مشروعية الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم تحت الفتوى رقم  3188   11/36  وقطاع الافتاء هو الجهة الرسمية في الدولة،  وأخيرا بعد مناقشة المطالبة بتعديل منهج التربية الاسلامية مناقشة علمية نخلص الى الآتي: 1 - هناك مسائل في منهج التربية الاسلامية  باب العقيدة  تؤدي الى تكفير المسلمين والتطرف. 2 - هذه المسائل خلافية في الدين وليست من المجمع عليها ويمكن الاستغناء عنها الى غيرها . 3 -هذه المسائل لم يعتد عليها اهل الكويت قديما، ولن تصلح لبلدنا الديمقراطي المتآلف حديثا. 4 - للخروج من الخلاف في تعديل المنهج يصار الي المنهج القديم لأن العقيدة الصحيحة لا تتغير ولا تتجدد وهو محل اتفاق. وبعد هذه النتيجة وتماشياً مع الجهود المبذولة من الحكومة الموقرة في مكافحة التطرف بجميع اشكاله، نضم صوتنا لصوت المنادين بتعديل المنهج فوراً في جميع المراحل بوزارة التربية وحتى المعهد الديني وكلية الشريعة ونقول: لوزير التربية سر على بركة الله في تطوير المناهج وابدأ بمنهج التربية الاسلامية. وكذلك يجب أن يمنع تدريس هذه المسائل إن وجدت في المناهج التي تدرس بوزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية من دور القرآن والحلقات العلمية للناشئة وخطب الجمعة او التنظير لها من قبل المشايخ والخطباء، ولا ننسى كذلك الاعلام المرئي والمسموع للبرامج الدينية. لأن طرح هذه المسائل الخلافية وبهذه الطريقة، يؤصل لفكر التكفير ثم التطرف والارهاب من حيث نعلم او لا نعلم والله اعلم.ملاحظة: لقد قام العضو الفاضل الدكتور عبدالرحمن الجيران في جريدة الانباء، بالرد على الشبهات التي أثارها المتهم الاول في قضية التفجير الارهاربي،وقد جعلها خمس شبهات،الا انه عندما تكلم عن الشبهة الرابعه وهي استحلال دماء المسلمين، لم يتطرق الى شبهة التكفير التي ذكرها المتهم الاول، وجعلها هي الاساس في تكفيره للشيعة،إذ قال قولا لا لبس فيه بأن سبب تكفيره لهم هو استغاثتهم بسيدنا الحسين  رضي الله عنه، وقد تمنيت أن يكون الدكتور قد علق عليها وفندها إذ هي كما يقال:  مربط الفرس. فأرجوا الا يكون الدكتور من الذين يحرمون دماء المسلمين، ثم يتساهلون في تكفيرهم،لان هذا قد يؤدي الى هذا كما فعل من فجر نفسه،إذ لا يجب ان نشحن الشباب بتكفير المسلمين المستغيثين بالنبي صلى الله عليه وسلم وبآل البيت ونوقعهم في الشرك، ثم نحمل الشباب المسؤولية ونقول أنهم حدثاء السن وليس عندهم علم بالشريعة،فلماذا إذا نهئ لهم الفرصة بمثل هذه الفتاوى، ونحن نعلم أن الشباب يأخذهم الحماس والاندفاع في الدين. لذلك كان مقالنا هذا الذي كتبناه فيه ابلغ رد على هذه الشبهة الخطيرة. وفي الختام نسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا الحبيبة من الفتن وسائر بلاد المسلمين.