تواصل » صحف ومجلات

حفظاً لكرامة الخليج

في 2015/08/27

الشرق- مازالت هي ذاتها الصورة المشوَّهة، التي علَّقها معظم الأوروبيين على جدران انطباعاتهم عنّا، ولم تعد تُجدي كل محاولاتنا الجادة لتحسينها، بل إننا بتصحيحها نُدخل أنفسنا، بقصد أو دون قصد، في دائرة الشك، وإثبات التهمة بإحالتها من مجرد صورة ذهنية إلى واقع ملموس.

مَنْ يرى نظرة، وتعامل الدول السياحية الأوروبية مع العرب بصفتهم سيَّاحاً، مقارنة بغيرهم، سيعلم تماماً أن تلك الصورة لم تبرح ذاك الجدار حتى الآن، فمازلنا في نظر السواد الأعظم منهم شعوباً بدوية لا تجيد إلا التعامل مع الإبل، والناقة، أو السلاح والتكفير، شعوب تملك النفط لكن لا فكر يسيِّرها، ولا علم!.

شئنا أم أبينا، هذا هو الواقع الذي ينظرون لنا من خلاله مهما اختلفت ثقافاتهم، أو تطورت مع التقدم انطباعاتهم.

وما قام به بعض السيّاح الخليجيين هناك خطأ لا يمكن إنكاره، سواء حدث في دولة أوروبية، أو هنا ضمن حدود أوطاننا، لكنه مثل غيره من أخطاء البشر، التي لا توجد ضرورة لتضخيمها، وإيصالها إلى البرلمانات، ومجالس الدول، ومحاولة خلق سمعة مشوَّهة لفئة ساهمت في ازدهار سياحة بعض تلك الدول، كما أن تلافي الأمر، ومحاولة تصحيحه بتنظيف شوارعهم لم تكن فكرة موفقة لدحض نظرتهم، أو إرضاء غضبهم تجاه شيء قد يصدر في أيامهم اللاموسمية من أفراد الشعب أنفسهم.

المسألة يمكن حلها بالإجابة على سؤال واحد وهو: ما هو الدافع الذي اضطر كثيراً من الأسر الخليجية إلى السفر لتلك الدول؟ والجواب البدهي هو: البحث عن الترفيه، والاستمتاع بالإجازة. ألم يكن من الجيد لو خلقنا لأنفسنا هذه المتعة في أوطاننا ببذل قليل من الجهود لتطوير السياحة بما يواكب المتوفر في تلك الدول؟ وبالتالي حفظ كرامة الشعوب الخليجية من تنظيف نفايات الأوروبيين، أو تحمُّل انتقاداتهم؟.