الحياة- يتزايد على نطاق واسع التكهن بربط بري جديد بين السعودية ومصر، بعدما اضمحلت الحماسة لجسر بين البلدين تم تداول فكرته قبل سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، إذ كشف رئيس المركز المصري للدراسات الاستراتيجية اللواء المهندس سيد الجابري في تصريحات لـ«الحياة» أمس (الثلثاء)، وجود اتصالات قال إنها «غير رسمية» مع الجانب السعودي لبحث اقتراح نفق يمر تحت قناة العريش - طابا، المزمع إطلاقها قريباً، ضمن المشاريع المقامة لتنمية شبه جزيرة سيناء، في منطقة لا تبعد عن الحدود السعودية سوى 16 كيلومتراً، على غرار «نفق المانش» بين بريطانيا وفرنسا، فيما قلل الجابري من شأن الأفكار المستقلة بإنشاء قناة تربط بين البحر الأحمر والخليج العربي، وقال إن «هذه الأفكار تدور حول رؤى لا ترتكز إلى أسس علمية يمكن الرجوع إليها، خصوصاً أن طول المسافة والطبيعة الجغرافية الوعرة قد يكونان عائقاً أمام تحقيق مثل هذه الفكرة». وقال إن النفق سيكون على عمق 80 متراً، وسيربط برياً بين مصر والسعودية بشكل آمن عسكرياً، على عكس مقترح الجسر الذي طرحت فكرته إبّان حكم الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وشدد الجابري، على أن السعودية والإمارات هما من أكثر الدول استفادة من مشاريع التنمية في قناة السويس، واصفاً تلك الفائدة بـ«الاستراتيجية التي تصب لمصلحة دعم التكامل العربي».
وحول ما إذا كانت هذه المشاريع تمثل تهديداً لمنطقة جبل علي في الإمارات، قال الجابري: «هذا المشروع ومشاريع أخرى ستظهر قريباً وستحقق فائدة كبرى لدول المنطقة، إذ إن تجربة جبل علي يمكن تكرارها في مناطق جديدة في سيناء وعلى جانبي القناة من خلال تكوين كيان تكاملي عربي يؤدي إلى تطوير جبل علي أيضاً، والاستفادة من الخبرات الإماراتية في هذا الجانب، لإنشاء منطقة أكبر من جبل علي تكون إدارتها مشتركة مصرية - إماراتية».