نورة السويدي- البيان- مع مطلع هذا الأسبوع انطلقت مرحلة التمكين السياسي الثالثة التي رسم أفقها الوضاء صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، حين أعلن خلال عام 2005 انتقال دولة الإمارات من مرحلة التأسيس إلى مرحلة التمكين التي تتمحور حول تعزيز مشاركة المواطنين في العمل الوطني.. ومنذ ذلك اليوم تقفز مشاعل التمكين من منارة إلى منارة أعلى منها لتصل بثقة وثبات إلى الهدف المنشود وهو المشاركة السياسية لأبناء الوطن في صنع القرار ورسم السياسات الحكومية.
مرحلة ثالثة من التمكين السياسي تثبت أن خطواتنا نحو هذا الهدف النبيل هي خطوات عاقلة مدروسة ناضجة في معايير الشعوب والدول، تحترم ظروف المرحلة واعتبارات التاريخ والحاضر والمستقبل، بعيداً عن المراهقة السياسية العاطفية، أو النظرة الحالمة الفوضوية.
بدأت مرحلة ثالثة من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي بتلقي طلبات الترشيح من أبناء الوطن، مشفوعة بحملة إعلامية توعوية جابت أقطار الدولة عبر جميع الإمارات لتقدم للمواطنين جرعات تثقيفية تضع يدهم على الحاجات الأساسية التي ينبغي أن يفكروا بها قبل أن يدلي أي منهم بصوته، الثمين بلا شك، لا سيما وقد بدأ في هذه الدورة تقليص ترشيح الأصوات من 3 أصوات إلى صوت واحد، وهو وإن كان يضمن عدم الاستغلال والتلاعب بالعملية الانتخابية أو توزيع الأدوار، ويقضي على تشتت الأصوات، ويلغي المحاباة لأشخاص بعينهم، ويمنع التكتلات.. وما إلى ذلك، إلا أنه يبرهن بشكل واضح على مستوى النضج الانتخابي الذي وصل إليه الناخب الإماراتي، وهو ما يترجم نظرة التمكين التي رسمها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، فلن تكون قادراً على رسم مستقبل أفضل لوطنك ومجتمعك ما دمت أسيراً لتغليب القرابة أو القبيلة في عملية التصويت، وما دام الناخب خاضعاً لتكتلات اجتماعية تحجبه عن الرؤية الواضحة لما يحلم به أو يرجوه من المجلس الوطني الاتحادي، لأنه سيعلم حين يدلي بصوته أنه إنما يرسم خطاً في مستقبله ومستقبل أبنائه.
من هنا كان العرس الانتخابي الإماراتي فرصة لرد جميل هذا الوطن وقيادته الرشيدة، وما قدموه لأبناء الشعب وهم يأخذون بأيديهم خطوة فخطوة نحو التمكين السياسي الناضج الكفؤ، أو كما وصف ذلك معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني حين قال: إن «المشاركة في العملية الانتخابية هي أسمى معاني العرفان لقيادة دولة الإمارات التي تضع المواطن ضمن أولى اهتماماتها».
نثق بمسيرة التمكين لأننا نثق بطموحاتنا نحو مستقبل أكثر إشراقاً، كما نثق بثوابتنا الأكثر صلابة أمام أي تحديات، ونؤمن بأن الشباب قادرون على صناعة المستقبل من خلال الحياة من أجل الآخرين، والعمل من أجل الوطن، والذود عن ترابه، وحراسة منجزاته، سواء على الحدود مع رجال القوات المسلحة البواسل الذي يحرسون بعيونهم العزيزة وقلوبهم الجسورة كل ذرة من أرضنا، ويضمخون بدمائهم الطاهرة تراب هذا الوطن ملبين نداء الواجب، ليقدموا لأبناء الوطن فرصة صناعة المستقبل بأمان، حتى يؤدوا الأمانة على أكمل وجه، لأنهم وعبر المشاركة الفاعلة في مسيرة التمكين السياسي إنما يشاطرون من يفدون الوطن، فأولئك بدمائهم، وهؤلاء بأصواتهم.
نحن على موعد في الثالث من أكتوبر المقبل لنعلن أننا أبناء هذا الوطن ناخبين ومرشحين، نحمي منجزاته بقلوبنا، ونؤدي ردّ الجميل مع مرحلة من مراحل التمكين السياسي الرصين كما رسمتها القيادة الرشيدة الحريصة على أبنائها، فكما أن الواجب الوطني يفرض على المرشح أن يقدم لمجتمعه برامج واقعية تعبـر عن مطالب المواطنين وحاجاتهم، فإن على الناخبين أن يختاروا الأنسب.