الاقتصادية- في الوقت الذي توقع عدد من المهتمين والناخبات نجاح تجربة مشاركة المرأة في انتخابات المجالس البلدية، امتنعت صاحبتا تجربتين سابقتين في انتخابات الغرف التجارية عن خوض التجربة مجدداً، وعللتا ذلك بإخفاق عملية مشاركة المرأة في الانتخابات، واتفقتا في الوقت ذاته على ضعف الوعي وثقافة الانتخابات في المجتمع خاصة في الوسط النسائي.
وقال الدكتور إيهاب السليماني "إن ثقافة الانتخابات يجب أن تنشأ منذ الصغر عند الأطفال من المدارس والجامعات ليخرج جيل واع بهذا الأمر"، متوقعاً نجاح المرأة في انتخابات المجالس البلدية، حيث إن المرأة السعودية – كما ذكر - أثبتت جدارتها في كثير من المجالات، وقال "إن انتخابات الغرف التجارية لا تعد مقياساً لنجاح أو فشل انتخابات المجالس البلدية، حيث إن الفشل في الأولى ربما كان نتيجة لضعف التواصل وإقناع الناخبين، وذلك يعود إلى ثقافة المرشح وطريقته في الوصول إلى الناخب وبرنامجه الانتخابي"، مشيراً إلى أن إخفاق المرأة يعتبر خبرة ومكسبا لها خاصة ولا يقال إنها فشلت لكن في حال حجبت نفسها عن الترشيح يقال إنها تحتاج إلى إعادة تأهيل.
أما فوزية الكرى التي لها تجربتان خاسرتان في انتخابات الغرف التجارية في الشرقية، فقالت "إن الخبرة والأقدمية تلعبان دوراً أهم من عقد دورات توعوية للمرشحين والناخبين"، مشيرة إلى أن دخول المرأة الانتخابات البلدية خطوة إيجابيه أكثر من الغرف التجارية، حيث إن فيها إيجابية وإنتاج وخدمة مجتمع، مطالبة بترشيح السيدات ذوات الخبرة في خدمة المجتمع والمتخصصات في خدمة البيئة.
وحول تجاربها السابقة في انتخابات الغرفة التجارية قالت "إن مشاركة المرأة كانت مجرد تحصيل حاصل لم تخدمها بقدر ما خسرت مبالغ على الإعلانات"، وأكدت أنها لا تفكر في دخول أي انتخابات، متوقعة فشل الانتخابات النسائية في المجالس البلدية.
من جانبه، قال هتاش الهمزاني نائب رئيس مجلس بلدي حائل سابقاً "إن عدم نجاح المجالس البلدية هدف يعمل على تحقيقه من يدعم التطرف والفكر المنحرف ليكون متكأ لهم يعولون عليه تراكمات التعثر والفشل في سبيل أي مشروع يخدم الوطن"، وقال "إن عزوف الناخب سببه أن المجالس البلدية في السنوات العشر الماضية لم تفعل لائحة عمل المجالس البلدية وهذا – حسب وصفه - أهم أسباب عزوف الناخب، إضافة إلى بيروقراطية القرار ومركزيته وعدم العمل على اللائحة وتفعيل القرارات المتخذة، ما يعطل عمل المجلس، كما أن عزوف الناخب المدرك الذي يرى أن صوته لا يؤدي إلى نتيجة أو عمل عزوفه أدى إلى بروز الفئوية والقبلية"، وأضاف "ما زال هناك تنافر بين الأمانات والبلديات والمجالس البلدية بسبب عدم اختيار المرشح الأمثل وعدم تجانس المجلس"، وأشار إلى أنه يعول على دور المرأة كناخبة ومرشحة لحاجة المرأة إلى من يمثلها في الشأن البلدي ويتبنى أفكارها.
وتوقعت الناخبة ثريا بيلا النجاح لدخول المرأة في المجالس البلدية لما تتمتع به – حسب قولها - من إمكانيات ومؤهلات تؤهلها لدخول المجلس البلدي وتقديم عطاء مميز فيه، مشيرة إلى أنه لا توجد دورات كافية لتثقيف وتوعية السيدات بالانتخاب وأن أغلبهن يجهلن ما هي الانتخابات، مطالبة بتفعيل ثقافة الانتخابات عن طريق دورات مكثفة تقيمها مراكز الأحياء والأندية الأدبية والجمعيات الخيرية.
فيما قالت الناخبة الدكتورة وفاء محضر "إن مشاركتها جاءت بعد خوضها تجربة انتخابات سابقة، كما خاضت غمار التطوير مع كثير من الجهات الحكومية والخدمية في الحي"، مشيرة إلى أن مشاركة المرأة تعد رد جميل لثقة القيادة بمشاركتها التي تحتاج إلى تظافر الجهود والاهتمام بكل التفاصيل الصغيرة والكبيرة لتصل إلى الجهات المختلفة، وأن الحكم على فشل المرأة غير منطقي وأن من يؤدي الخدمة بجدارة أولى بالترشيح أياً كان رجلا أو امرأة. وأشار خالد الجناحي مدير إحدى وكالات الاستشارات الإعلامية وأحد الذين خاضوا تجربة الانتخابات عبر تخطيط وقيادة حملة أحد مرشحي غرفة الشرقية، إلى أن عملية الوصول إلى مواقع المسؤولية وتمثيل المجتمع عبر (صناديق الاقتراع) تحتاج إلى جهود مكثفة في جانب التوعية والتثقيف وتبيان أثر وحساسية أن يقوم الفرد في المجتمع باستخدام صوته، مؤكدا أن تجربة الانتخابات في السعودية بحاجة إلى نصف قرن حتى تبدأ تنضج، وأضاف "لا يمكن أن نصل إلى مرحلة النضج قبل أن تكمل المجالس البلدية عدة دورات متتالية". وذكرت شادية الغزالي الناخبة في منطقة مكة المكرمة أن خوضها التجربة جاء للمساهمة في تنمية مسارين أولهما البنية التحتية التي تتطلب من المرشحة التخطيط والاجتهاد والمراقبة والمسار الآخر التنمية البشرية التوعوية لعقول أفراد المجتمع، وتوقعت الغزالي أن تجربة مشاركة المرأة في المجالس البلدية ستكون شبيهة بتجربتها في الغرف التجارية إلا أن ذلك لا يمنع المرأة من خوضها مجددا، وقالت "إن نجاح التجربة يحتاج إلى عدة مراحل"، متوقعة نجاح مشاركتها عند تعيين الوزير ناشطات اجتماعيات، وطالبت الغزالي بأن يكون لدى الناخبة عمل توعوي في مجالس الأحياء والجهات الحكومية.