تواصل » صحف ومجلات

تعديل منهج التربية الإسلامية

في 2015/09/01

عبدالعزيز خريبط- الشاهد- أكثر من مرة منذ استلام وزير التربية ومباشرته العمل وهو في حالة تردد عن الخوض في تعديل المناهج خصوصا منهج التربية الإسلامية، مع العلم المتابع لتصريحاته سيجد من خلالها ادعاء بالتغيير والنفضة التي إلى الآن لم تطرأ في الوزارة, ونركز على موضوع المناهج ومن خلال التصريحات التي تؤكد مرارًا وفي أكثر من مناسبة بأن هناك فريقاً قطع شوطاً من التعديل وأن الوزارة خاضعة لإتمام هذه العميلة التي طلعت تلّش, وهذا ما قطع الشك باليقين مؤخراً عندما قال وزير التربية إن ليس هناك ما يدعو للتطرف في مناهج وزارة التربية وإنها مرحلة تقييم ومراجعة لا تعديل في الوقت الحالي.

وفعلاً أوافق وزير التربية بأن المناهج ليست بحاجة إلى تعديل في هذا الوقت طالما نفس المؤلفين قائمون على المراجعة والتقييم.

فمعظم المؤلفين لمناهج التربية الإسلامية الحديثة هم موجهون ليسوا على قدر كاف من الكفاءة والخبرة لتأليف المناهج التربوية على مستوى دولة والتي تقام من المفترض على أسس علمية وتربوية وأهداف سلوكية  تراعي العديد من الجوانب منها مكونات المجتمع والاختلاف, في وقت عجزوا عن عمل كتاب للمعلم كما هو في السابق ومذكرات لطلاب واختبارات وفق معايير للتقويم العلمي, والتدرج في المعلومة لتناسب أعمار الطلاب والفروق الفردية, وهناك الكثير من الباحثين والكُتاب والمعلمين قدموا الملاحظات لمراعاة المسائل ليست الخلافية وحسب وإنما المواضيع التي حقاً الطالب بغنى عنها في هذا الوقت, نتيجة التغييرات التي حدثت للعالم وليس فقط الإنسان المسلم.

مع العلم أيضا أكثر من مرة يتم عمل لجان تحمل فكرة بلا رؤية ولا خطة عمل تنفيذية تتخذ, وأيضا انضمام اجتماعات للتوجيه للأخذ بالاقتراحات إلا أنه في واقع الحال لا شيء, وصراحة أجد نوعًا من التكلف عند الحديث عن منهج التربية الإسلامية لأن ذلك لا طائل منه في وقت تدهور كل مناهج التربية والتعليم وطرق التدريس وقضايا الوزارة والموظفين والدور الغائب للمؤسسة التعليمية.

الحديث عن تعديل المناهج ليس الأمر بالسهل فهناك  أمور سياسية وإذا توهمنا استقلالية في التعليم نرجع إلى الأمور الإدارية والفنية وأيضا ميزانيات ومناقصات للجان ومنافع ومصالح.

فالمشكلة في رأيي تكمن في عدم الوعي الديني والثقافي للكوادر الفنية من بعض الموجهين والمعلمين الذين لا يترددون في إصدار المواقف الذاتية التي لا تختلف عن ردود أفعال الآخرين دون مراعاة, وإذا أردنا حقيقة المناداة بالإصلاح والتطوير التربوي في الوقت الحالي فعلينا الأخذ بعين الاعتبار ضرورة تأهيل أولا الكادر الفني لعملية تربوية تساعد للعمل والبناء لا الجدال والهدم, فالمناهج لا تنطق بالكفر رغم التعرض للمسائل الخلافية والمواضيع التي في غنى عنها والتي تنفرد بالمتعلم على طريق ورأي واحد,فالمنادون بتعديل المناهج ينبغي عليهم إلغاء هذه الفكرة والمطالبة بتأهيل الكوادر الفنية التي ستستلم راية التربية والتوجيه ومراعاة السن والثقافة والقدرات والمواهب بقدر الإمكان لتنمية هذه الجوانب لا العكس, فأساس التغيير هو المعلم لا المنهج!