سالم الواوان- السياسة- أزمة حكومات الكويت في الآونة الاخيرة انها لم تدرك مدى تطور الاوضاع بشكل كامل فلا تزال تعمل وفقاً لاساليب قديمة لم تتطور حتى اليوم مما ادى الى تشعب المتنفذين الذين لا يهمهم سوى مصالحهم الخاصة وهنا يكمن الخطأ.
الأكثر من ذلك ان هناك من المسؤولين من يضيق صدره بالنقد الموضوعي في حين تراه يرضخ للاصوات العالية الشخصانية, وكم من حالات تعيين لقياديين ومسؤولين في وظائف اشرافية مهمة تمت تحت ضغط الصوت العالي والشخصانية من قبل من يدعون انهم معارضون في حين انهم يستخدمون تلك الاساليب من اجل مصالح شخصية معروفة, ولعل ملفات معاملات من كانوا يعرفون ب¯ “الاغلبية المبطلة” ومن سار في دربهم مليئة بالكثير من المجاملات والتعيينات التي لا تنتهي من اجل كسب ودهم في حين يتم اقصاء كفاءات اخرى لا لشيء سوى انها موضوعية ولا تستخدم الصوت العالي, بل تمارس النقد الموضوعي حتى اعتقدت الحكومة انهم من الموالاة ولا خطر منهم وفق اعتقاد هؤلاء المسؤولين, ومن ثم نجد في مواقع المسؤولية المعارضين لخطط الحكومة برمتها, والذين يهاجمونها ليل نهار, في حين من يساندها عندما تنجز وتصيب وينتقدها بشكل موضوعي عندما تخطئ يكون خارج الحسابات.
وما لا تدركه الحكومة ان هذه الفئة الوطنية التي لا تلجأ الى الصوت العالي يمكنها بسهولة ان تتحول الى فئة مشاغبة فلديها من الملفات ما يجعلها تعارض وتعرقل عمل الحكومة بشدة, ولكنها لا تفعل لحرصها على الوطن ولا يجب اقصاء تلك الكفاءات من اجل افساح الطريق للترضيات والمحاصصة وكسب ود هذا المعارض او ذاك المبطل.
وهناك خطأ اخر ترتكبه الحكومة حالياً وهو اقصاء الطاقات الشبابية, وبينما نجد الشباب في دول العالم المتقدم في الصفوف الامامية يتولون ارفع المناصب, نجد في الكويت الشباب يجلسون في المقاهي بلا عمل حقيقي, وفي احسن الاحوال يعملون في وظيفة حكومية وربما لا يداومون, فاصبحوا عبئاً على المجتمع, وجزءاً من البطالة المقنعة بدلاً من استغلال طاقاتهم وتسخيرها لانجاز خطط التنمية.
والمؤسف ان هناك من يستفيد من اقصاء الشباب وتهميشهم حتى يستمر هذا المسؤول او ذاك في منصبه من باب “خلوه” من اجل عيون هذا او ذاك وهذا الباب يجب ان يغلق تماماً وان يتم تأهيل الشباب لتولي المناصب القيادية.
وحتى نحقق ذلك علينا ان نعيد تأهيل المؤسسات التربوية والتعليمية فلا يمكن ان يصل مستوى التعليم في الكويت الى هذا الوضع السيئ لان التعليم هو اساس تربية وتخريج شباب قادر على العمل والعطاء بدلاً من تلك القشور التي يتحصلون عليها اليوم طوال مسيرتهم العلمية حتى بات الخريج يعاني من الامية الثقافية والفكرية, بل ويكاد لا يجيد كتابة اللغة العربية.
وحتى نحقق ذلك وندفع بالشباب الى الامام علينا انشاء مؤسسات لتخريج هذه الكوادر واعادة تأهيلهم بشكل سليم ليكونوا متخصصين في اعداد القادة في كل المجالات من اجل اعادة برمجة ثقافتهم التي للأسف نحن رسخناها في اذهانهم بأن الوظيفة الحكومية وعدم العمل امر جيد في حين ان كل دول العالم تشجع الشباب على العمل الخاص والابتكار, والمؤسف اننا ننظر الى ذلك بشكل فيه استخفاف مما ادى الى اهدار طاقات الشباب على مدار السنوات الماضية.
وأخيراً اطالب الحكومة بتخصيص بند واضح في ستراتيجية عمل الحكومة من خلال جدول زمني لاعادة تأهيل القيادات الشبابية والدفع بهم الى مواقع المسؤولية بعيداً عن البيروقراطية والروتين وبعيداً عن المحاصصة والترضيات حتى يشعر الشباب أن هناك عدالة وتكافؤاً في الفرص وان اي مجهود سيبذله سينال مقابله نتائج وثمارا ولن يأتي احد بواسطة او بضغوط سياسية وفئوية ويحصد هذه الثمار بدلاً عنه.