أحمد بودستور- الوطن- يقول المثل (اكرام الميت دفنه)وهو ينطبق علي مصفاة الشعيبة لتكرير النفط والتي اندلع فيها حريق هائل سبقه انفجار ضخم بسبب تسرب غازات من وحدة تكسير الزيت الثقيل والله ستر ان اﻻضرار كانت ماديه فقط وبعض حاﻻت اﻻغماء وكان ممكن ان يتسبب بكارثه بشريه لوﻻ لطف الله وايضا لم تتاثر المناطق السكنيه باﻻدخنه والغازات المنبعثه من الحريق نظرا ﻻن الدخان كان عكس اتجاه تيار الهواء ودفع الغازات بعيدا عن المناطق السكنيه وقد صرح الرئيس التنفيذي باﻻنابه لشركة البترول الوطنيه احمد الجيماز انه من المتوقع ان تستانف المصفاة عملها ويعاد تشغيلها في اﻻيام القليله المقبله .
ان مصفاة الشعيبه قد انتهي عمرها اﻻفتراضي وانتهت صلاحيتها منذ فتره طويله وتقريبا منذ 30 سنه عندما قررت اداره شركه البترول الوطنيه انذاك وتقريبا في سنه 1985 تحديث مصفاة اﻻحمدي ومصفاة ميناء عبدالله وبتكلفه تصل الي مليار دينار وتركت مصفاة الشعيبه علي حالها ﻻنه كان هناك قرار ﻻحالتها علي التقاعد وبناء المصفاة الرابعه مكانها والتي تم تغيير اسمها فيما بعد لمصفاة الزور ﻻنه تم تغيير موقعها ليكون في منطقة الزور القريبه من ميناء الزور في المنطقه المفسومه بين الكويت والسعوديه والتي يثار حولها خلاف بين البلدين مما ترتب عليه اغلاق حقلي الخفجي والوفره وتوقف اﻻنتاج النفطي.
الشاهد ان هذه المصفاه تكلفة تشغيلها عاليه نظرا للمشاكل الفنيه الكثيره في الوحدات واﻻنابيب والتمديدات القديمه والتكلفه العاليه لصيانتها الدوريه والتي ﻻتتناسب مع كميه النفط المكرره والتي تصل الي 200 الف برميل في اليوم والمفروض ان يتم اغلاق هذه المصفاة نهائيا حفاظا علي سلامة وارواح العاملين فيها وكذلك سلامة وارواح المواطنين والمقيمين الذين يسكنون في المناطق القريبة من المصفاة مثل ام الهيمان واﻻحمدي والفحيحيل والصباحية وﻻيخفي علي احد ان الغازات المنبعثه تسبب التلوث البيئي الذي غالبا ما يسبب اﻻمراض الفتاكه مثل السرطان .
ان هذه المصفاة تذكرني في مصفاة روتردام في هولندا وقد اشترتها المؤسسه العامه للبترول كنوع من اﻻنتشار في اﻻسواق العالميه واﻻستثمار اﻻجنبي ولكن اتضح ان هذا اﻻستثمار غير مجدي بل تسبب في خسائر للمال العام وتقرير ديوان المحاسبه كشف ان الخسائر المتراكمه لهذه المصفاة منذ سنه 2006 الى اﻻن بلغت ملياري دوﻻر وهي تعادل غرامة الداو كيميكال الشهيره التي دفعتها الحكومة وكلفت المال العام ملياري دوﻻر و160 مليون دوﻻر وﻻزالت الخسائر تتراكم ومؤسسة البترول ترفض بيعها والتخلص منها وهذا يؤكد عدم وجود رؤيه واضحه وتخطيط سليم للثروه النفطيه وللعلم فان مجلس اﻻمه رفض التصويت علي ميزانيه مؤسسة البترول المجمعه نظرا للتجاوزات الماليه وتراكم الخسائر ولهذا فمن اﻻولي تقليص هذه الخسائر والتي تعتبر تعدي وعبث بالمال العام والتخلص من مصفاة الشعيبه باغﻻقها وبيع مصفاة روتردام والجدير بالذكر ان اكثر العاملين بمصفاة الشعيبه هم عمال شركات مقاوﻻت وهناك موظفين وافدين وﻻيوجد تاثير بالغ علي الموظفين الكويتين الذين اقترب الكثرهم من سن التقاعد وماتبقي يمكن اﻻستفاده من خبراتهم في مصفاتي اﻻحمدي وميناء عبدالله ولكن ﻻحياة لمن تنادي ﻻنه هناك عقود ومناقصات يستفيد منها حفنه من المتنفذين والتجار واغلاق المصفاة لن يكون في مصلحتهم.
ﻻنريد ان نتطرق لمشروع الوقود البيئي المشبوه والذي تصل تكلفته الي 4 مليارات دينار وكان باﻻمكان اﻻستغناء عنه بتركيب فﻻتر تمنع التلوث وتسرب الغازات وتحول المصفاه الي مصفاه صديقه للبيئه ولكن مايحدث هو ترضيات سياسيه علي حساب المال العام.
ملاحظه : الزميل والكاتب القدير اﻻخ عبدالله الهدلق ذكر في مقالة باﻻمس انه يشيح ويرفض الكتابه عن القضايا المحليه ﻻنها ﻻتستحق اﻻهتمام نظرا لوجود خطر داهم يهدد امن واستقرار الكويت وهو الخطر اﻻيراني فهو تنحصر مقاﻻته في هذه القضيه وهو اتهام مبطن لبقية الكتاب الذين يتناولون القضايا المحليه في كتاباتهم انهم يضيعون وقتهم في قضايا ﻻتستحق اﻻهتمام وانا شخصيا ﻻاتفق معه وعندي وجهة نظر اخري وهنا اود ان اوجه له سؤال برئ هل تستطيع ان تاكل نفس اﻻكل كل يوم وهذا بالتأكيد يتناقض ويتنافي مع الفطرة والطبيعة البشرية التي تحتاج للتنوع والتغيير في القضايا والمواضيع التي يتناولها الكتاب وهناك مثل يقول ( لوﻻ اختلاف اﻻذواق لبارت السلع ) فليس كل القراء يستهويهم الخطر اﻻيراني وﻻشك ان هناك قضايا كثيرة تستحق اﻻهتمام مثل حريق المصفاة او مرض السرطان الذي تناوله الزميل الكاتب علي حسن كرم باﻻمس وﻻختلاف ﻻيفسد للود قضيه .