الوطن-
مع بدء موسم جني التمور في مزارع واحة الأحساء الزراعية، سجلت تكاليف إنتاج التمور خلال الموسم الحالي، ارتفاعا باهظا، تراوحت نسب الارتفاع بين 80% و100% مقارنة بتكاليف إنتاجه قبل ثلاثة مواسم ماضية، وذلك بسبب النقص الحاد في أعداد العمالة المحلية والمقيمة داخل مزارع الأحساء، وارتفاع أجور العمالة الموسمية.
وأوضح مزارعو أشجار نخيل في واحة الأحساء خلال حديثهم إلى "الوطن" أن كثيرا من مزارعي ومالكي الحيازات الزراعية الصغيرة في الواحة، تثاقلوا من جني المحصول لبعض الأصناف لارتفاع التكلفة، وتراجع المردود المالي من ذلك الإنتاج.
وأبان حسن الحجي "مزارع" أن تكلفة الإنتاج تفوق تكلفة البيع في الأسواق المحلية لبعض الأصناف من التمور، إذ يتطلب "المن" الواحد من التمور أربعة عمال "عامل قطع، وثلاثة عمال تجميع" بأجرة 120 ريالا، بعدما كانت الأجرة لا تتجاوز الـ70 ريالا، مع الندرة الكبيرة في العمالة، وتبلغ قيمة "اللقاح" للكمية ذاتها 60 ريالا، وأجرة التلقيح 40 ريالاً، وإزالة الأشواك 40 ريالاً، وإزالة "الكرب" 35 ريالاً، وأجرة "العمار" 60 ريالا، والأسمدة الطبيعية 28 ريالاً، والأكياس لتغطية المحصول 40 ريالا، علاوة على تكاليف الري.
وذكر يوسف العمر "مزارع"، أن ارتفاع تكاليف "إنتاج" التمور في واحة الأحساء أسهم في إجبار كثير من المزارعين على إنتاج أصناف "الجامبو"، ذات المردود المادي المناسب، وأصبح معظم المزارعين يبحثون عن الجودة في الإنتاج فقط دون الاهتمام بالوفرة.
من جهته، أكد مدير مدينة الملك عبدالله العالمية للتمور "كاكد" المهندس محمد السماعيل لـ"الوطن"، أن كثيرا من المزارعين في واحة الأحساء فضلوا جني المحصول كـ"الرطب" في وقته المحدد لمردوده المالي الجيد، إذ إن لكل صنف من أصناف "الرطب" وقتا محددا للجني والتقديم للأكل، وهذه الأوقات معروفة ومحددة عند كثير من المزارعين والمهتمين بـ"الرطب" وبالأخص عند كبار السن في الأحساء، حتى إن الأحسائيين بات لهم تقديم أصناف "الرطب" في أوقاته المحددة مصدر تباه في الضيافة بتقديم محصول صنف "الرطب" الجديد إكراما للضيف وتقديرا لمكانته الاجتماعية، ومن غير اللائق تقديم صنف قد مضى وقته، فكثير من أبناء الأحساء يميزون بين الأصناف المختلفة، وأوقات جنيها.
وذكر أن كل صنف يستمر قرابة الأسبوعين، وأن الإقبال في الموسم الحالي على أصناف الرطب في أوقاتها المحددة أسهم في الحفاظ على الأسعار، ولم تتراجع الأسعار في الموسم الحالي، كما يحصل في المواسم الماضية جراء زيادة المعروض وتدني الطلب، لافتا إلى أن كثيرا من الأسر تحرص على تناول أصناف "الرطب" في أول أيام الجني لهذا الصنف، وعادة ما يكون سعره في الأيام الأولى للجني مرتفعا لحرص الكثيرين على تناوله مبكرا، وأن بعض المزارعين لا يبيعون محصولهم في الأيام الأولى بل يفضلون تقديمه كهدايا للأقارب والأصدقاء، احتفاء بموسم صنف الرطب.