جالف ستاتس نيوز- ترجمة: علاء البشبيشي-
خَلُصَ معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب إلى أن الاتفاق النووي بين دول 5+1 وإيران لم يكن "خبرًا جيدًا بالنسبة للسعودية؛ لأنه يعني أن طهران، المنافس الرئيسي للرياض على مستوى الأيديولوجيا والجغرافيا-السياسية، حظيت باعتراف دولي بأنها على عتبة صنع السلاح النووي".
الرد السعودي
وفي ورقة نُشِرَت يوم 22 يوليو، بعنوان "المملكة العربية السعودية والاتفاق النووي مع إيران"، كتب المحلل في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، يوئيل جوزنسكي: "نظرا لحصول إيران على خاتم الموافقة الدولية على تخصيب اليورانيوم، لا يمكن استبعاد إمكانية اتخاذ السعودية مسارا مماثلا، حتى رغم المعارضة الأمريكية".ٍ
مضيفًا: في بيئة ما بعد الصفقة "سوف تجد السعودية صعوبة في التزام اللامبالاة... وسوف تسعى للقيام بردٍ، ولو جزئي، على التهديد الإيرانيّ".
ضمانات أمريكية واستراتيجية جديدة
هذا قد يتضمن سعي الرياض للحصول على المزيد من الضمانات الأمريكية، إلى جانب استخدام استراتيجيات جديدة لتعزيز كون المنطقة خالية من السلاح النووي.
الخيار الأخير من شأنه أن يضع البرنامج النووي الإسرائيلي على جدول الأعمال، وفقا لمنطق "أحرامُ على إيران، حلالٌ على إسرائيل؟!".
بيد أن السعودية، التي تواجه احتمالية أن تصبح إيران أقوى، قد تدرس سيناريوهات أخرى تجعل الخيار النووي متاحا، على حد وصف جوزنسكي.
خيار طويل الأمد
وقد تقود السياسة السعودية إلى الاعتراف الدولي بحقها في تخصيب اليورانيوم، تماما مثل إيران. ومع ذلك، فإن تطوير برنامج نووي يعتمد على تخصيب اليورانيوم ليس سوى خيار طويل الأمد، كما تفتقر المملكة إلى "البنية التحتية والمرافق المناسبة" الضرورية لتحقيق ذلك، بحسب "جوزنسكي".
لكن اتفاق دول 5+1 "يوفر عشر سنوات من ضبط النفس الإيرانيّ النووي، وفي هذا الإطار الزمني ستكون المملكة قادرة على الاختيار من بين عدة احتمالات مختلفة في المجال النووي المسموح به بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي.
شبكة علاقات نووية
ولتطوير برنامج نووي "يرجح أن تسعى المملكة لتطوير شبكة من عدة بلدان، من بينها باكستان". ويعتقد على نطاق واسع أن الرياض مولت جزءا كبيرا من برنامج باكستان النووي.
كما عملت المملكة على تطوير علاقات أوثق مع القوى النووية: الصين وفرنسا وروسيا، وجميعهم يحرص على إبرام صفقات بعدة مليارات. وتعتبر وستنجهاوس الأمريكية للكهرباء أحد مقدمي عروض الاتفاق النووي لأغراض مدنية للسعودية في نهاية المطاف.
خطورة سباق التسلُّح
وافترض "جوزنسكي" سيناريو يتضمن قيام باكستان بتثبيت رؤوس حربية نووية على الأراضي السعودية؛ "كأحد أشكال الردع الموسع، إذا تخطت إيران علنًا العتبة النووية".
وقال: "حتى إذا لم يكن المسار السعودي صوب امتلاك القدرات النووية مضمونًا، فإن مجرد انطلاق سباق التسلح سيكون له عواقب سلبية على الاستقرار الإقليمي بصفة عامة، وعلى إسرائيل بشكل خاص".
تركيز إسرائيلي على الخليج
ويرى أن "إسرائيل لا تمنح الأحداث في شبه جزيرة العرب ما يكفي من الاهتمام، لصالح تكريس معظم جهودها بصورة طبيعية لمراقبة التهديد الإيراني.
وختم "جوزنسكي" بالقول: "وبالتالي يجدر بإسرائيل تحسين عملية جمع المعلومات الاستخباراتية، وتعزيز القدرة على تقييم التطورات على المسرح الخليجي، حتى تتمكن- إلى جانب فوائد أخرى- من رصد أي محاولات إضافية من دول أخرى لخلق "توازن نووي ضد إيران".