الحياة-
اعتبر اختصاصي في علم النفس والتنمية البشرية، المخدرات واحدة من «وسائل التجنيد» التي يستخدمها الإرهابيون، للإيقاع بشرائح من الشباب في حبائل التطرف والإرهاب، مؤكداً أن «إدمان العالم الافتراضي لا يقل خطراً عن إدمان المخدرات». وقال الدكتور ميسرة طاهر: «إن تعاطي الحشيش والمخدرات، عمل شائع بين منفذي العمليات الإرهابية»، وهو بذلك ينطلق من اجتهاداته بوصفه اختصاصياً نفسانياً، إذ يرى أن «من قام بتنفيذ العمليات الإرهابية في المساجد، لا بد له من درس متعمق لوجود خلل سلوكي في البيئة الاجتماعية التي نشأ فيها، أو في الظروف التعليمية التي درس فيها»، مطالباً بدرس سلوك الأصحاب والأصدقاء والجلساء للتعرف على الظروف التي أدت إلى هذا الخلل في العقل. وكشف طاهر، الذي تحدث في لقاء جماهيري جمعه أخيراً بعدد من الشباب في «غرفة الشرقية»، بعنوان: «عدم قبول الذات»، أن أحد الشباب الذي كان ينوي الالتحاق في إحدى الجماعات الإرهابية كان يتعاطى «الحشيش»، بعد أن باح له بتلك المعلومة في إحدى الجلسات العلاجية.
وشدد طاهر على أن «للآباء والأمهات دوراً كبيراً في احتواء أبنائهم وتربيتهم تربية سليمة، والرفع من روحهم المعنوية وتشجيعهم بتكليفهم ببعض الأعمال في المنزل، حتى لو كانت أكبر من سنهم، وذلك من أجل تعزيز الثقة في أنفسهم وإشعارهم بأن لهم قيمة في المنزل وحياة الأسرة». وحذر الاختصاصي النفسي من خطر التوبيخ، خصوصاً في مرحلة «المراهقة، لكونها الأخطر في تشكيل عقلية الشاب، لذلك التربويون يتحملون مسؤولية عظيمة»، معتبراً «الشعور بالخطيئة والدونية، نابع من عدم تقدير الذات، الذي يكون المحيط العائلي أو الاجتماعي أو التعليمي للشباب، كبير الدور فيه».
ونبّه ميسرة طاهر الآباء والأمهات الذين كانوا ضمن الحضور، إلى مشكلة إدمان العالم الافتراضي، وأنها المشكلة الأكبر التي ستواجههم في المستقبل، خصوصاً مع الأطفال الذي يستخدمون الأجهزة الذكية، التي قال إن «إدمانها لا يقل خطراً عن إدمان المخدرات»، ومع ذلك نصح بتجنب سوء الظن والقلق وغياب التحفيز والتوبيخ».