د .عبدالهادي الصالح- الأنباء-
أيهما أكثر ضررا على المجتمع؟! سؤال ذو مغزى طرحه أحد الزملاء! بالطبع الاصل القرآني في الارهاب، لإرهاب (عدو الله وعدوكم) ويتحقق الآن في العدو الصهيوني.
لكن الجهل المركب والحقد والكراهية اوجد فهما فاسدا في تحويل القوة ضد المسلمين المخالفين، والبشر المسالمين، حتى ارتبط مصطلح الارهاب بالاسلام والمسلمين.
وهذا احد نتاج الفساد العقائدي والفكري، فالراغب الاصفهاني في شرحه لألفاظ القرآن يقول عن الفساد «خروج الشيء عن الاعتدال، قليلا كان الخروج، او كثيرا، ويضاده الصلاح، ويستعمل في النفس والبدن والاشياء الخارجة عن الاستقامة»، لذلك تتعدد صوره: الفساد الاداري، والفساد السياسي، الفساد الأخلاقي، الفساد المالي..الخ، وعندما يتغلغل الفساد في المجتمع فهو خبيث كالسرطان يهدم اركان المجتمع واحدا تلو الآخر، فالفساد في الأخلاق يفتح نحو فساد الإدارة، نحو فساد القرار السياسي، نحو الرشى والسرقات المالية، نحو بيع الضمائر والذمم إلى الخروقات الأمنية، إلى انهيار المجتمع بأسره ولو بعد حين. والقرآن الكريم يتحدث كثيرا عن تلك الأمم التي تسيدها الفساد.
والملاحظ للأسف أن عندنا نوعا من المهادنة مع الفساد عموما بأنواعه وخاصة مع أفكار التطرف والكراهية، والفساد الاداري والمالي، رغم توفر القوانين الرادعة! وهو ما يمثل الخطر المحدق الممهد للارهاب. وقانا الله من شره وأشراره، الفساد والإرهاب وجهان لعملة واحدة.