شؤون خليجية-
فجّر المتهم الأول في قضية «خلية العبدلي» الإرهابية بالكويت "حسن حاجية"، مفاجأة من العيار الثقيل، بإعلانه أمام محكمة الجنايات الكويتية في جلسة النظر الأولى للقضية، أنه قام بتخزين الأسلحة بأوامر من الشيخ عذبي الفهد "أحد رجالات الدولة والأسرة المالكة الكويتية ."
ونقلت صحف كويتية محلية، اليوم الأربعاء، نص الاعترافات التي أدلى بها المتهم الأول في القضية، ومنها صحيفة "الرأي"، وصحيفة "الجريدة" وغيرهما..
وسرد المتهم عددًا من المواقف جمعته مع الشيخ عذبي الفهد، وأكد الأخير عليه بعدم التخلي عن الأسلحة.
وفي حين تكررت روايات المتهمين الآخرين أمام المحكمة برئاسة المستشار محمد راشد الدعيج، بأنهم تعرضوا للضرب والإهانة والحرمان من النوم، وأن أقوالهم المدونة في التحقيقات غير صحيحة، أكد حاجية أنه مسؤول عن مخزن الأسلحة بناء على طلب من الشيخ عذبي، مؤكدًا: "هذه الأسلحة تعود للشيخ وهذا اعتراف مني".
وعندما واجهته المحكمة بأن كلامه يعني اعترافًا بحيازة الأسلحة، أجاب: "نعم، المخزن موجود عندي وأقمت عليه صبة من الكونكريت، وهذه أسلحة للمقاومة تسلمتها من الشيخ عذبي".
كيف وأين ومتى حصلت عليها؟ سألت المحكمة حاجية، فأجاب أن "الأسلحة كانت في الشاليه، ومن ثم وضعتها في المزرعة ثم نقلتها إلى البيت، وجمعتها بأوامر من الشيخ عذبي".
واستطرد أن الأسلحة التي كانت موجودة في منزله في منطقة عبدالله المبارك كانت في حوض أسفل الأرض مغطى بطبقة أسمنتية حتى لا تتلف، وبعد ثلاث سنوات، وتحديداً في مواقف مستشفى مبارك في العام 1998، فوجئت بالشيخ عذبي يستوقفني ويسألني عن الأسلحة فأفدته بأنها موجودة ومخزنة في المزرعة، وفي العام 2005 شاهدت الشيخ عذبي في الشارع فاستوقفني فسألته عما أفعل بالأسلحة المخزنة وأنه يجب التخلص من المخزن، فأفادني بما أنها مخزنة اتركها على وضعها، فأجبت بأن الحرب مع العراق انتهت، لكنه أجاب اتركها مكانها مخزنة. وفي العام 2008، وبسبب الخلاف مع أسرتي، نقلت السلاح إلى منزلي وكانت هناك أسلحة تالفة فرميتها في البر وقمت بتخزين بقية الأسلحة في منزلي، وأقمت فوقها صبة من الكونكريت، وأنا من أرشد رجال أمن الدولة إلى الأسلحة.
وأجلت المحكمة القضية إلى 29 سبتمبر الجاري للاطلاع والتصوير، فيما أسندت إلى المتهمين من الأول حتى الرابع والعشرين تهم الارتكاب العمد لأفعال من شأنها المساس بالكويت، من خلال جلب متفجرات وتخزينها والسعي مع دولة أجنبية هي إيران، والانضمام إلى «حزب الله» اللبناني، وقبول منافع من إيران والحزب، والانضمام إلى الأخير، ووجهت إلى المتهمين من الأول حتى الثامن والعشرين أنهم تدربوا على كيفية صناعة المتفجرات واستخدامها، وحازوا متفجرات ومدافع رشاشة، وإلى المتهمين الأول والثامن والثالث والعشرين والرابع والعشرين أنهم دعوا إلى الانضمام إلى «حزب الله» واشتركوا معه في التدرب على استعمال المتفجرات.
تشكيكات في الرواية
فيما علق الإعلامي والحقوقي الكويتي نهار الهاجري، على تلك الادعاءات مشككًا ومفندًا لتلك الرواية، وقال الهاجري، عبر حسابه الرسمي بموقع "يويتر" في سلسلة تغريدات مساء أمس الثلاثاء: "اليوم بالمحكمة طلب المتهم الأول بخلية حزب اللات الاعتراف بشيء!! فسمح له القاضي فقال الأسلحة تخصني وبقية المتهمين لا علاقة لهم بها !!"
وأضاف: "وأكمل حديثه قائلاً: وهذه الأسلحة أخذتها من الشيخ عذبي في الغزو!! وبعد التحرير أردت تسليمها له فقال لي لا دعها عندك، هذه خلاصة أكذوبته" .
وتابع الهاجري: "هناك أكثر من دليل اكتشفته يثبت أن كل ما قاله نسج خيال وكذب، أولاً الأسلحة كما وصلني من معلومات أن أقدم قطعة فيها تاريخ صنعها عام 2000، والغزو كان في عام 1990 والأسلحة أقدم قطعة فيها صُنعت في عام 2000، هذا الدليل كاف لهدم كل ما قاله ومن خطط له وقال غير اعترافك أغبى منه ."
وأكمل قائلًا: "كما أن الأسلحة والمتفجرات خُزنت بمواقع كثيرة وكُشف الحصة الأكبر في العبدلي، ثم توالى كشف بقية الأماكن، وإذا كانت تخصه لماذا خزنها زملاؤه".." ناهيك عن أن هناك أجهزة لاسلكي حديثه مازالت عالقة في ذاكرتي، والتي تم اكتشافها مع الأسلحة والمتفجرات، فهل سلمك إياها عذبي كذلك في الغزو ."!؟
وأضاف: "أضف إلى ذلك الملابس العسكرية الحديثة وأعلام إيران.. كلي ثقة بقضائنا الشامخ وكشعب نثق به بعد الله.. حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه ."
واستطرد الهاجري، قائلًا: "للعلم بالغزو لم نكن نملك هذه الكميات من المتفجرات والأسلحة، وأذكر أن الشيخ عذبي نقص السلاح لديه فجاء ليأخذ سلاحًا من الشيخ علي الحمود وبحضوري".
وتابع: "وأخيراً وليس آخراً.. هؤلاء الخونة لم يكونوا ضمن المقاومة الكويتية، وهذه الأسماء لم تكن دارجة في العمل الوطني. وافهموها كيفما شئتم.. انتهى ."
والشيخ عذبي الفهد هو ابن الشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح الابن التاسع لأمير الكويت العاشر أحمد الجابر الصباح وأصغر أبنائه الذكور.
يذكر أن الشيخ عذبي كان يحتل منصب مدير أمن الدولة الكويتي، منذ 2006، ثم تمت إعادة تسميته في الموقع ذاته في 2009، في "إطار رغبة مراجع عليا"– بحسب صحف محلية وصحيفة إيلاف السعودية- لكن المفارقة التي سجلت، هي أن عودة الشيخ عذبي الفهد الصباح قد جاءت متزامنة مع الذكرى الثالثة لرحيله عن الموقع، كما أنها جاءت بعد 5 أشهر من إعادة شقيقه الأكبر الشيخ أحمد إلى العمل الوزاري، بعد أن استبعدا في العام ذاته