عبداللطيف الزبيدي_الخليج_
رسوخ اليقين عند بعض الناس، يصرف أذهانهم عن العكوف على قضايا تلوح لهم، غير جديرة بتفحص جميع جوانبها، وعمق الإيمان بالنص يجعلهم لا يدققون في التفاصيل والجزئيات التي يمكن أن يُساء تأويلها، فيحولها المغرضون إلى أداة يبررون بها مراميهم الإجرامية.
هذا الطرح توعوي إعلامي بحت، تربوي ثقافي محض، اجتماعي سياسي صرف. واجب الإعلام طرح الموضوع الحساس، وعلى أهل النظر التشخيص الأدق للعلة، ووصف الدواء الناجع، بفضل الإلمام الواسع.
لقد أحرقت نار الإرهاب بلداناً كانت لها سيادة، ودلائل الاختلاق والافتعال لا تُحصى، ولا غرابة في أن يحدث كل ذلك في حقبة ليس لها نظير في تاريخ العالم العربي، من حيث الوهن والتفرق على المسرح الدولي.
ومن العجائب أن صار كل عقد وحل وإبرام في القضايا العربية المصيرية في أيدٍ غير عربية، وأضحى العربي في حاجة إلى أوروبي وأمريكي أو روسي ليجلس إلى عربي للتفاوض، بينما الألوف من فرقاء الطرفين يقتتلون على الأرض، والآلاف الآخرون من عرب ومن عشرات الدول غير العربية، يدمرون الأرض العربية، ويذبحون المسلمين، ويذيقون غير المسلمين في الأرض العربية ألوان العذاب. وبهذا يحصل اليقين لدى الرأي العالمي الأعمى أن تلك الدول العربية لا تحمي مسلميها ولا أقلياتها الدينية والإثنية.
أليس من الضروري أن يجتمع كبار أهل الفكر والرأي في التخصصات المعنية المختلفة، ويعكفوا على دراسة النصوص التي أساء المخططون تأويلها عمداً: «يحرفون الكلم عن مواضعه»، ليخدموا أغراضهم الدنيئة، ويهدموا المقاصد السامية من ورائها، ويشوهوا صورة معتنقيها، فيؤلبوا العالم على العرب والمسلمين؟ وبذلك ينسى العالم إجرام المجرمين الحقيقيين، ويستطيب ما يحل بديار العرب من دمار.
ما هي الأساليب المتطورة الحديثة المبتكرة، التي تسخر كل الوسائط المتعددة الرقمية، وكل مكتسبات ثورة الاتصالات والمعلومات، بذكاء جذاب وحصافة عقلانية، من دون تنميق إنشائي غير مقنع؟ ومهم أن تكون مخاطبة أبناء الشعوب العربية مثل مخاطبة غير العرب والمسلمين، فنحن أيضاً، صغاراً وكباراً، في حاجة إلى خطاب ديني جديد، في عصر لم نحصد منه غير بقاء الأمل في ألّا يكون الإنسان العربي في خسر.
لزوم ما يلزم: النتيجة اللغوية: عندما يسيء المغرضون التأويل، لا يستخدمون منه غير أحرفه الثلاثة الأخيرة.