تواصل » صحف ومجلات

ولي العهد: جاهزون لمواجهة أي تصرف يعكر صفو الحج

في 2015/09/21

الرياض-

أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج والعمرة، أن المملكة بقيادة خادم الحرمين، تعمل على إنجاح موسم حج هذا العام كسابقاته من مواسم الحج، من خلال تقديم أفضل التسهيلات والخدمات التي تعين الحجاج على أداء هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، ومن ذلك مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام، التي ستزيد الطاقة الاستيعابية للحجاج ثلاثة أضعاف ما كانت عليه في الأعوام الماضية، وزيادة المساحات المتاحة للحجاج في المشاعر المقدسة، إضافة إلى اكتمال معظم الطرق الدائرية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، إلى جانب تنفيذ المرحلة الأخيرة من النقل الترددي في المشاعر، وتنفيذ عدد من المشروعات التطويرية بمكة المكرمة والمدينة المنورة، التي ستسهم في تسهيل تنقلات وحركة الحجاج بين المشاعر بكل يسر وسهولة.

وقال سموه في لقاء إعلامي عقب استعراضه قوات أمن الحج والأجهزة المعنية المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لموسم هذا العام : "المملكة واجهت بكل عزم وحسم الأعمال الإرهابية خلال السنوات الماضية، التي لم تراع حرمة الدين ولا المقدسات ولا أرواح الآمنين، وأجهزة الأمن بمختلف قطاعاتها على جاهزية تامة لمواجهة أي تصرف قد يعكر صفو الحج أو يعرض حياة ضيوف الرحمن للخطر، كما أن المملكة تمنع منعاً باتاً استغلال هذا الموسم العظيم لأغراض سياسية أو دعائية لأي جهة كانت وسوف تضبط أجهزة الأمن من يقوم بذلك لتطبيق أحكام الله عليه كائناً من كان، ونأمل أن ينصرف الحجاج لأداء مناسكهم وفق ما أوجبه الله عليهم من خشوع وسكينة وإخلاص ليتحقق لهم ما وعدهم الله به من الأجر والمثوبة، وليستفيدوا مما هيأته لهم حكومة سيدي خادم الحرمين من خدمات وتسهيلات تعينهم على أداء مناسكهم بكل سكينة واطمئنان وهو ما نتمناه منهم ونعمل عليه من أجلهم.

وفي ما يتعلق بسقوط الرافعة بالمسجد الحرام وتأثير ذلك على سير أعمال وخطط الحج لهذا العام، أكد سمو ولي العهد، أن هذه الحادثة تمت معالجتها بما صدر حيالها من توجيهات كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين وتلاشت آثارها في زمن قياسي، مضيفاً "لن تؤثر هذه الحادثة بأي حال من الأحوال على خطط وبرامج الحج التي أعدتها الجهات المعنية، التي تأخذ في الحسبان ما يطرأ من حالات في هذا الموسم العظيم الذي تحتشد فيه جموع الحجيج في أزمنة وأماكن محدودة ومتطلبات أمنهم وسلامتهم وسهولة تحركاتهم أثناء أدائهم لمناسك وشعائر الحج"، ومشدداً على أن المملكة تولي أمن الحجاج وسلامتهم أولوية قصوى وهو ما تعمل عليه في كل عام، وفق ما تحقق في مواسم الحج الماضية من أمن وأمان واطمئنان لضيوف الرحمن، وسوف يتحقق ذلك بإذن الله تعالى في موسم حج هذا العام.

وقال: "لمسنا تجاوب الحجاج في مواسم الحج الماضية مع التعليمات والجهود الأمنية المبذولة من أجل سلامتهم وتمكينهم من أداء مناسك حجهم بكل يسر وطمأنينة وهو ما نؤمله منهم في موسم حج هذا العام. أجهزة الأمن بكافة قطاعاتها وقدراتها تعمل بجاهزية تامة لأداء هذا الواجب بكل عزيمة لا تقبل التهاون وبكل حزم لا يقبل التجاوز، وإذا حصل لا قدر الله ما يمس بأمن الحجاج وسلامتهم فسوف نتعامل مع ذلك بما يقتضيه الموقف وتستوجبه المحافظة على أمن الحج وسلامة الحجاج". وحول تمكين أداء القادمين من اليمن للحج هذا العام، أوضح سموه أن المملكة شرفها الله بخدمة الحرمين الشريفين ورعاية قاصديهما من الحجاج والزوار والمعتمرين وتسخير جميع امكاناتها وقدراتها لخدمة هذا الواجب العظيم من منطلق رسالتها الإسلامية تجاه حجاج بيت الله الحرام بما فيهم الأخوة أبناء الشعب اليمني الذين ترحب المملكة بقدومهم لأداء هذا الركن العظيم وتعمل على تسهيل إجراءات دخولهم إلى المملكة وتمكينهم من أداء مناسكهم أسوة بإخوانهم المسلمين من مختلف دول العالم، وقال: "لكن الذي يعيق حجهم في واقع الحال هي أعمال الحوثيين وأعوان نظام علي عبدالله صالح الذين ألحقوا الضرر بأمن اليمن وسلامة أبنائه واستقرارهم ويحاولون أن يجعلون من مآسي الشعب اليمني الذين هم السبب الرئيس فيها دعاية تخدم أهدافهم وغايتهم المكشوفة والتي يدركها أبناء الشعب اليمني ويعرفون جيداً مواقف المملكة تجاههم قيادة وشعباً، "وقد وجهنا سيدي خادم الحرمين الشريفين بتقديم كافة التسهيلات للحجاج من أبناء الشعب اليمني لتمكينهم من أداء مناسك الحج لهذا العام ونحن نعمل من أجل تحقيق ذلك".

وبمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك وتزامن اليوم الوطني معه لهذا العام، أكد ولي العهد، أن المملكة ولله الحمد قامت على مبادئ الإسلام وجعلت كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهج حياة ونهج عمل لها ولذلك فإن يومها الوطني حين يتزامن مع عيد الأضحى المبارك يشكل مناسبة فريدة للتذكير بما قام عليه كيان هذه الدولة الإسلامية الكبيرة من ثوابت إيمانية وما تقوم به من جهود حثيثة في سبيل خدمة الإسلام وعزة المسلمين ورفعة شأنهم ووحدة كلمتهم وهو يوم يشاركنا فيه المسلمون فرحتنا بوحدة كيان المملكة الحاضنة للحرمين الشريفين والراعية لهما ولقاصديهما من الحجاج والزوار والمعتمرين وهو شرف لهذه البلاد قيادة وشعباً، وقال:»لذلك وجه سيدي خادم الحرمين الشريفين في بداية موسم حج هذا العام بمضاعفة الجهود لتقديم أفضل الخدمات وتوفير الرعاية الشاملة لراحة ضيوف الرحمن ليتمكنوا من أداء مناسكهم بيسر وسهولة، وتسخير كل الإمكانات للحفاظ على سلامتهم في الحرمين الشريفين وفي المشاعر المقدسة وعلى مختلف الطرق المؤدية لها منذ قدومهم وحتى عودتهم لأوطانهم سالمين غانمين، وهذا شرفنا ومحط اعتزازنا ونسأل الله التوفيق والسداد في ما نقوم به من جهود لأداء هذه الرسالة الإسلامية العظيمة».

وإزاء الضربات الاستباقية في العمليتين الأخيرتين بالرياض، لإحباط مخططات ينوي تنفيذها الإرهابيون، قال سمو ولي العهد «أجهزة الأمن في المملكة على يقظة تامة ومتابعة دقيقة لتحركات الجماعات الإرهابية وعناصرها في الداخل والخارج، ولا تزال المملكة محل استهداف دائم وخطر من هذه الجماعات الإرهابية التي يقف وراءها دول وتنظيمات وجماعات إرهابية متعددة التكوين ومتباينة المقاصد ولذلك فإن أجهزة الأمن السعودية تعمل وفق منهجية أمنية فاعلة لإحباط العمل الإرهابي قبل وقوعه وكشف أبعاده ومخططاته والقيام بعمليات أمنية استباقية من قبل أجهزة الأمن لمنع هذه التنظيمات الإرهابية من تنفيذ مخططاتها وتتبع عناصرها والمتعاونين معها والممولين لنشاطاتها والداعمين لها داخلياً وخارجياً ورصد تحركاتها وجمع المعلومات اللازمة عنها لمباغتها في أوكارها الإجرامية من خلال عمليات أمنية نوعية».