تواصل » صحف ومجلات

الضرائب القادمة..!

في 2015/09/23

محمد بن إبراهيم الشيباني- قبس-
يتردد عندنا قبل زمن ليس بالقصير عن عزم الدولة على إقرار قانون الضريبة على دخل الأفراد والمؤسسات، وتطبيقه حق للدولة، ولكن هل يسمح بلدنا بذلك وبأوضاعنا التي لا تدعو إلى سرور وخير، وفي خرق للقانون مستمر، وتجاوز وسكوت على الفاسدين بأنواعهم، لاسيما سراق المال العام المتطاولة أيديهم عليه من دون عقوبة تذكر، وإن كانت هناك عقوبة فبتغيير منصب زيد من الناس، أو تغيير اسم شركته إلى اسم آخر، وإسقاط الحكم عنه، ليس المال فقط وإنما العام، وهو السجن مدة من الزمان؟!
هناك في البلدان الأخرى المفعل فيها القانون لا أقول مئة في المئة، ولكن بالنسبة الغالبة التي تصل على الأقل إلى الثمانين أو التسعين، حيث يدفع الجميع ما عليه من الضرائب، والمتهرب عنها بأي وسيلة من الوسائل يعاقب عقابا آخر غير الضريبة المفروضة بالسجن، والغرامة التي قد تصل إلى مبالغ تعجيزية، أو تعرض شركته إلى الإفلاس والخسارة.
في الصين كنا نتعامل يوميا مع شركات ومصانع شتى، ولا أبالغ إذا قلت إن عددها يتراوح ما بين السبع إلى العشر، يأتي سؤالي لمسؤوليها: كم الضريبة السنوية التي تدفعون؟ فيقول بعضهم: مئة مليون يوان، والآخر أكثر أو أقل وهكذا! والسبع يوان اليوم تعادل دولاراً أميركياً تقريباً/ فتقول إذا كانت ضريبته مئة مليون سنويا فما مبيعاته وأرباحه؟! لا شك في أنها كبيرة، وهناك من الصعب على الفرد أو التاجر أن يتحايل على قانون الضريبة، وإن قبض عليه، وهو على هذه الحال، فويل له مهما كان منصبه وغناه! السؤال هنا قبل أن نضع أو نطبق قانون الضريبة: هل أرفقنا مع القانون العقوبات؟ وإذا أرفقنا العقوبات: فهل ستطبق على علية القوم كما عند غيرنا؟ أم ستكون مثل تجارة الإقامات ـ الله لا يوفق متعاطيها لا في دنيا ولا آخرة ـ أم ستكون مثل التحايل على قوانين الشؤون وغيرها؟! أنا شخصيا لا أرى في ظل الفوضى والتهاون والعبث بالقوانين التي نعيشها أن تفكر هذه الحكومة، أو التي ستأتي في المستقبل، في ذلك، لأنها أضعف من المفسدين، سواء الأفراد أو الشركات ـ الله لا يربح تجارتهم ـ فهي لم تثبت في يوم من الأيام أنها حكومة قوية تستطيع كبح جماح وطمع أي مفسد، أيا كان صغر كرشه أو كبر، وما قضية المواد الغذائية الفاسدة وغيرها عنا ببعيد.
إذا الأفضل لها ألا تطبق هذا القانون، حتى تكون حكومة قوية وحازمة وصارمة تطبق القوانين على رجالاتها قبل غيرهم، حتى لا تظلم أو قل ينتشر في البلد ظلم جديد على المظالم الكثيرة التي يعيشها المواطن، ونوع هذا الظلم تطبيق قانون الضريبة على ناس والتجاوز عن آخرين! والله المستعان.